الذين يحملون العرش ومن حوله .....

الذين يحملون العرش ومن حوله .....

اقتباس :: بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي
الذي ملأت قلبه بنور جلالك وملأت عينه بنور جــــمالــــــــك
وملأت سمعه بلذيذ خطابك وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
كــــــثيـــــراً بقدر عظمة ذاتك في كل وقـــت وحيــــن .
أعزائي وإخواني في الله
زوار وأعضاء المنتدى الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بعض من نفحات وتجليات الله على سيدنا ومولانا شيخنا وقدوتنا السيد الفاضل الشيخ أحمد بن محمد سليم " حفظه الله " في
تفسير آية "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ
رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} غافر آية رقم (7 ) هذه الآية الكريمة كان سؤالا طرحه الشيخ , كي
يتم البحث في التفاسير أو سؤال العلماء وكان السؤال "كيف يكون الذين يحملون العرش هم الملائكة , وقد حُدََّدَ بمن حوله ...
وحاش لله أن يحدَدَ بمكان أو زمان ، فكيف يكون ذلك ؟
قول المفسرون في هذه الآية :
تفسير روح المعاني للأ لوسي ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" ... والظاهر أن الحمل علي حقيقته وحملته ملائكة عظام . أخرج أبو يعلي ، وابن مروديه بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :" أُذن لي أن أحدث عن ملَكٍ قد مرقت رجلاه الأرض السابعة السفلى والعرش على منكبيه وهو يقول :" سبحانك أين كنت وأين تكون ."
وأخرج أبو داود وجماعة بسند صحيح عن جابر بلفظ: " أذن لي أن اَحدّث عن ملَكٍ من ملائكة الله تعالى من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام " ..." ومن حوله" أي والذين حول العرش وهم ملائكة في غاية الكثرة لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى ."وقيل حول العرش سبعون ألف صف من الملائكة ، يطوفون به مهللين مكبرين ومن ورائهم سبعين ألف صف قيام قد وضعوا أيديهم على عواتقهم ، رافعين أصواتهم بالتهليل والتكبير ، ومن ورائهم مائة ألف صف قد وضعوا الإيمان على الشمائل ، ما منهم أحد إلا وهو يسبح بما لا يسبح به الآخر .
" انتهى كلام وتفسير الشيخ الألوسي عليه سحائب الرحمة وجزاه الله خير الجزاء عما قدمه للعلم والقرآن " " وكان السؤال المطروح هو ( كيف يكون الذين يحملون العرش هم الملائكة وقد حُدِّدَ بمن حوله ..{وحاشا لله أن يحدد بمكان أو زمان}.وأفاض فضيلة مولانا الشيخ في هذه الآية فقال : " أنه في أمور التوحيد لا يجب أن نقول الله أعلم بمراده .. فإنَّ الله سبحانه وتعالى قد اختص لنا هذه الآيات حتى نعرف أمور ديننا ، ونتحصن بالعلم من الشيطان الرجيم وأن أعظم لحظات تقابل الإنسان هي لحظات سكرات الموت ،والتي يجب أن يكون محصناً بالعلم ، لأن الشيطان الرجيم يأتي للإنسان المسلم الموحد ، ـ عالماً ـ (أي الشيطان ) فمن المحتمل أن يسأله في هذه اللحظات عن هذه الآية ... ويقول له "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ" وكيف يكون من حوله ـ أي الملائكة ـ الذين حول العرش ، ومعروف أن الحول هو محيط العرش ، إذن فالله محدد مكانه ، وهنا تقع الكارثة ، والتي نسأل الله سبحانه أن يذكرنا بما علمنا ويرد إلينا علمنا وما علمنا عند الحاجة إليه ، وهذه هي لحظات الحاجة الكبرى ، فلابد لنا أن نتدبر آيات القرآن الكريم ، وليس بكثرة التلاوة ، ولكن بالتدبر ....عَلَمَنا ربنا سبحانه وتعالى وجلت قدرته وعلمنا رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومن فضل الله سبحانه وتعالى ـ وفضل أهل التوحيد ـ والذي يفيض علينا من علمه الواسع نقول في هذه الآية :" أن جميع الآيات التي وردت في القرآن الكريم والتي تتحدث عن العرش جاءت مطلقة مثل " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" , "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ"، إلا بعض الآيات والتي جاءت "بعرش ربك " وهي آية سورة الحاقة "...وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ" فهنا ، جاء أن العرش هو عرش ربك والذين يحملونه هم ثمانية من الملائكة .. فقد جاء في الحديث الشريف " أن العرش يحمله ، هنا ، أي في الدنيا أربعة ويزاد يوم القيامة بأربعة " ، إذن هذا العرش المحدد بعرش ربك ، يختلف عن "يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ " ، فقد جاء في الحديث القدسي " أنه لاتسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن " فعندما يسع قلب المؤمن ، الله سبحانه وتعالى فقد استولى عليه بالكلية ، وأن هذا القلب ، كما قال الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :" ... ألا في الجسد مضغة إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت ، فسد الجسد كله .. ألا وهي القلب " فإن هذا القلب هو المعوّل الأساسي في حياة الإنسان الحقيقية ، فإن استولى عليه الله سبحانه وتعالى فقد أصبح عرشاً ، فكل من يحمل هذا العرش (القلب ) الذي وسع الله سبحانه وتعالى ، جعل من حوله من باقي الأعضاء يسبحون بحمد ربهم ، ويؤمنون به ، أي أن التسبيح بحمد الله سبحانه وتعالى ، أصبح بالكلية في سائر الجسد الذي صلح بصلاح القلب ـ عرش الله ـ وأنهم أي هؤلاء الأعضاء الذين حول العرش ـ القلب ـ يؤمنون بالله طائعين مختارين بلسان المقال لا بلسان الحال ويستغفرون هؤلاء الذين يحملون عرش الله أي القلب ، للذين آمنوا ، والذين تابوا واتبعوا سبيل الله ، وكذلك يندفعون في الدعاء لهم آناء الليل وأطراف النهار ، ويحبون أن تُنقذ جميع الأمة من عذاب الجحيم ولهذا وقاهم السيئات ، فإن الذي يُوقَ من السيئات يومئذٍ فقد رحمه الله سبحانه وتعالى .
فهذا هو القلب " عرش الله " الذي استولى عليه سبحانه وتعالى ووسعه ، جعل كل من حوله من الأعضاء يستجيبون له بالحمد ، ويسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنواوتابوا .

» ثُمَّ الذين كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ يَعْدِلُونَ
» تفسير : ( ثُمَّ الذين كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ يَعْدِلُونَ )