في قوله تعالى : " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " ( رقم 3 )

في قوله تعالى : " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " ( رقم 3 )

اقتباس :: اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين

، قال الشيخ رضي الله عنه في قوله تعالى : " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " فعزة المؤمنين أن يمنعه الله من التعبد للنفس والهوى والشيطان والدنيا أو لشيء من المكونات في الغيب والشهادة والدنيا والآخرة ، والمنافق لا يعلم العزة إلا بالأسباب والتعبد للأرباب أألاه مع الله تعالى عما يشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون ، ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم يُنصرون ، وإن تدعهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم هم صامتون . وقال الشيخ في قول بعضهم : من أراد عز الدارين فليدخل في مذهبنا هذا يومين ، قال له القائل : كيف لي بذلك ، فقال : فرق الأصنام عن قلبك وأرح من الدنيا بدنك ، ثم كن كيف شئت فإنَّ الله لن يدعك فإن جاءك شيء من الدنيا فلا تنظر إليه بعين الرغبة وتصحبه بالرهبة ولا تجلس معه إلا بالواجب العلمي في صرفه أو إمساكه ، وإن طلبت شيئاً من ذلك يوماً ما ، فاشهد طلب الله في طلبك له فإنك مطلوب بالطلب ، فإن خرج لك الطلب منه مخرج الرضا فادخل ولا تعلق قلبك بالظفر به ولابد فإنك لا تصل إليه أم لا ، وإن صلت إليه فلست تدري أفيه الخير أم الشر كان لغيرك فليس لك به علم ، هل لحبيبك أم لعدوك ، وعلى الجملة فكيف يسكن القلب إلى موهوم تتصور فيه هذه الوجوه كلها ، وأكثر من ذلك ، فاطلب وأنت متعلق بالله وناظر إليه واستعمل الشكر إذا ظفرت به والصبر والظفر إذا لم تظفر به بل الثناء على الله أجمل إذ لم يمنعك عن بخل وإنما منعك نظرا لك ، فإذا منعك ذلك فقد أعطاك ، ولكن لا بفقه العطاء في المنع إلا الصديقون ، وإن خرج لك الطلب من الله مخرج السخط بدليل مخالفة العلم وما كاد فالجأ إلى الله وفر إليه حتى يكون هو الذي يخلصك ، ويفعل الله ما يشاء والعاقبة للمتقين .

» لطائف حول قوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى
» ومن قوله رضي الله عنه (6)
» قوله رضي الله عنه : حل بيننا وبين فتنة الدنيا والنساء والغفلة والشهوة وظلم العباد وسوء الخلق
» قول الله تعالى : ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ... الشعراوي
» زيارة ... لفضيلة مولانا سيدي الشيخ أحمد أبوسليم (حفظه الله تعالى)