(الشيخ والمريد والتصوف)

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله
(الشيخ والمريد والتصوف)
إليكم إخوتى فى الله فى حب سيدنا رسول الله
وحب آل بيته وصحابته وعترته ومن والاه
قليلٌ من كثيرٍ من فيوضات علمائنا الأجلاء
العارفين العالمين العاملين أهل الحق والدين
مما سمعت وقرأت وجمعت ونقلت لحضراتكم
ونسأل الله أن يوفقنا فنستفيد ونفيد
من فيوضات سادتنا العلماء العارفين الأجلاء
إن الدين الإسلامي مبني على مبدأ
الأستاذ والتلميذ أو الشيخ والمريد
وبالله التوفيق .
قال الله سبحانه وتعالى
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) .
صدق الله العظيم
المريد هو من يريد أن يحقق ما خلقت ذاته من أجله
وهى عبادة الله عز وجل
وعلى إطلاق المعنى كل طالب علم مريد .
وكل معلم شيخ وكل متعلم مريد وكل معلم شيخ
المريد مشتق من الإرادة , لانه المتجرد عن إرادته
لما أراد الله منه وهى العبادة
قال تعالى " وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون "
المريد هو من تمحضت فيه إرادة وجه الله تعالى
والدار الآخرة، بجميع حركاته وسرائره وظواهره
لمعاده ومعاشه ، وهذا أمر عظيم إذا صح واستقام فتأمله
يقول السادة العارفون الصالحون
ثلاث من لم تكن فيه نبعه ولو بكفٍ من رماد
(وفاءٌ بالعهد وصدقٌ فى العمل وسرٌ فى الفؤادِ يصان )
كيف يمكن أن تتعرف على الشيخ المعلم ؟ .
لا تنبع الحقيقة إلا من الشريعة
وكما قال سيدى أبو الحسن الشاذلى :
- لو رأيت الرجل يطير فى الهواء و يمشى على الماء
ولايطبق شرع الله فاضرب به عرض الحائط ،
قال الشيخ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إذا لم يكن للشيخ خمـس فوائـد
وإلا فدجـالٌ يقــود إلى جهل
عليم بأحكام الشريعة ظـــاهراً
ويبحث عن علم الحقيقة عن أصل
ويظهر للورَّادِ بالبشر والقــرى
و يخضع للمسكين بالقـول والفعل
فهذا هو الشيخ المعظم قـــدره
عليم بأحكام الحـرام من الحــل
يهذب طـلاب الطــريق ونفسه
مهذبـة من قبل ذو كـرم كلـي
قال الشيخ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في القصيدة العينية:
وإن ساعد المقدور أو ساقك القضا
إلى شيخ ٍ في الحقيقة بـارع
فـقـم في رضـاه واتبع لمراده
ودع كل ما من قبل كنت تسارع
ولا تعترض فيما جهلت من أمره
عليه فـإن الاعتراض تــنازع
ففي قصة الخضر الكريم كــفاية
بقتل غلام والكـــليم يدافع
فلما أضاء الصبح عن ليل سـره
وسـل حساماً للغياهب قاطـع
أقام له العذر الكـليم وإنه
كـذلك علم القوم فيه بدائع
قال الشيخ ( أحمد بن زروق ) :
وشروط الشيخ الذي يلقى إليه المريد نفسه وقياده خمسة :
· علم صحيح · وذوق صريح
· وهمة عالية · وحالة مرضية · وبصيرةنافذة .
ومن فيه خصال من خمس خصال لا تصح مشيخته وهي :
· الجهل بالدين · وإسقاط حرمة المسلمين
· ودخول فيما لا يعنيه · واتباع الهوى في كل شئ
· وسوء الخلق من غير مبالاة .
وللشيخ شروط لا بد منها وهي أربعة:
ـ أن يكون عالماً بالفرائض العينية.
ـ أن يكون عارفاً بالله تعالى.
ـ أن يكون خبيراً بطرائق تزكية النفوس ووسائل تربيتها.
ـ أن يكون مأذوناً بالإرشاد من شيخه.
اعلم أن من علامات الشيخ أموراً يمكن ملاحظتها:
· أنك إذا جالسته تشعربنفحة إيمانية، ونشوة روحية،
لا يتكلم إلا لله، ولا ينطق إلا بخير،
ولا يتحدث إلابموعظة أو نصيحة،
تستفيد من صحبته كما تستفيد من كلامه،
تنتفع من قربه كما تنتفع من بعده،
تستفيد من لحظه كما تستفيد من لفظه.
· أن تلاحظ في إخوانه ومريديه صورالإيمان
والإخلاص والتقوى والتواضع،
وتتذكر وأنت تخالطهم المُثُلَ العليا من الحب،
والصدق والإيثار والأخوة الخالصة،
وبالنظر فى سورة الكهف
فى قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح
نجد أنها دالة على وجوب الشيخ المربي والمريد ,
وآداب الصحبة للمريد مع شيخه
أن سيدنا موسى " عليه السلام " وهو نبى ورسول ,
طاب أن يكون مريداً للعبد الصالح وهو الخضر عليه السلام
التصوف
المعنى الصوفي روح والكلمة جسد
فاستقصِ ما وراء الجسد لتدرك حقيقة الروح
التصوف حالٌ لا مقال .. ومن ذاق عرف .
التصوف في ظل ظليل من الكتاب والسنة
وكما قال سيدى إبن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه :
العلم باللغة أن تبحث عن المعاني المكنونة الخفية وراء ظاهرالكلمات
فالمعنى الصوفي روح والكلمة جسد فاستقصِ ماوراء الجسد لتدرك حقيقة الروح .
سمه ما شئت وقل ماشئت واكتب ما شئت
وإن أردت أن تكتب عن معنى كل حرف من الكلمة
لن تكفيه مجلدات فالتصوف حال لا مقال ومن ذاق عرف
ت : تجرد ص : صفاء و : وفاء ف : فناء
السيد عبد الله بن علوى يعرف التصوف فيقول:
التصوف هو الخروج من كل خلق دنيّ والدخول في كل خلق سنيّ .
:ويقول أحد الصالحين
التصوف إسم لثلاث معان :
وهو الذي لايطفيء نور معرفته نور ورعه .
ولايتكلم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب والسنة .
ولا تحمله الكرامات على هتك محارم الله تعالى .
وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه :
" ليس هذا الطريق بالرهبانية ولا بأكل الشعير والنخَالة"
، وإنما هو بالصبر على الأوامر واليقين في الهداية
قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُون َبِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا
وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾
( سـورة السجدة/٢٤) اهـ.
ويقول سيدى الشيخ صالح الجعفري:
إن غاية التصوف وثمرته معرفة الحق – تبارك وتعالى .
ولا تتحقق المعرفة بغير العلم ،
وإذا كان التصوف يسمى طريقاً
فإن السالك فيه لا يستطيع أن يصل إلى غايته ، ولا يأمن من الضلال

في دروبه ومسالكه بغير دليل ومرشد ،
وبغير الأنوار التي تبدد الظلمات من أمامه،
وتلك السبل كلها يتوصل إليها بالعلم .
ويقول سيدى صالح الجعفرى:
التصوف ، علماً وطريقة ، له ركنان: الشريعة والحقيقة ،
وهما متلازمان تلازم الروح للجسد،
لا تتحقق الحياة إلا بهما معاً، ومرتبطان ارتباط الظل بأصله،
لا يتصور وجود أحدهما بغير وجود الآخر،
وقد أشار إلى ذلك بقوله :
" بحر شريعتك لولاه ما كانت حقيقتك ،
وبحر حقيقتك لولاه ما تمت شريعتك ،
قال أبو عبدالله الإمام مالك بن انس – رضي الله تعالى عنه . :
من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ،
ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ،
ومن جمع بينهما فقد تحقق
وقال الإمام الشافعى رضى الله عنه :
حبب إلي من دنياكم ثلاث: ترك التكلف ،
وعشرة الخلق بالتلطف، والاقتداء بطريق أهل التصوف
ويقول الشيخ محمد سعيد الجمل إمام وخطيب المسجد الأقصى
التصوف بحد ذاته مأخوذ من الصفاء،
وبعبارة أدق، هو ملخص كلمتين ، التحلية والتخلية ،
والتحلية معناها: أن تتحلى بكل وصف كريم ،
والتخلية أن تتخلى عن كل وصف ذميم ،
أي لا يقره الله تبارك وتعالى ولا يرضاه ،
فالتصوف هو ماهية الإسلام والحقيقة الذاتية السرمدية
التي لا يعرفها الا الذين يسيرون في معرفة حقيقة ذات الحق في وجودهم .
الصوفي الحق
فالصوفي الحق ليس هو الذي يستجدي قوته ويتكفف الناس
وإنما هو الصادق الذي يهب روحه وقلبه ويفنى في الله بطاعة الله
تنافس الناس في الصوفي واختلفوا
وظنه البعض مشتقاً من الصوفِ
ولست أنعت هذا الاسم غير فتىً
صفا فصوفي حتى سمي الصوفي
قصيدة عن التصوف لأبو نصر السراج
لا تَسْأمنَّ مقالتي يا صاح ..... وأقبل هدية ناصح نصَّاح
ليس التصـوّف حيلةً وتكلَّفاً ..... وتقشّفا ًوتواجداً وصياح
ليس التصوّف كِذبةً وتظالماً ..... وجهالةً ودعابة ومِزاح
بـلْ عفَّة ومُرُوءَةً وفتوَّةً ..... وقناعةً وطهارة وصلاح
وَقْفاً وعِلما واقتداءً وصفا ..... ورضا وصدقاً ووفا وسماح
متيقـّناً متصبّـراً متشمّراً ..... مستمطرامستقصّدا سيّاح
متعزّزا متحرّزا متواضعاً ..... متبـدّل الأشبـاح والأرواح
تاءالتقى صاد الصفا واء الوفاء ..... فـاء الفتوّة فاغتنمْ يـا صاح
مـن قـام فيه بحّقه و حقوقه ..... وخـلا عن الحدثان والأشباح
تتشعشع الأنوار من أسراره ..... كتشعشع المشكاة في المصباح

*******

» تنبيه .... الشيخ الأكبر
» لذ بالحسين .. من روائع ونوادر الشيخ سيد النقشبندى
» من إشراقات الشيخ أحمد أبو سليم رضي الله عنه
» من أقوال الشيخ الرائد / محمد زكي إبراهيم
» الأحاديث القصار [ 1] ... رد على سؤال الشيخ محمد السمان