من إشراقات الشيخ أحمد أبو سليم رضي الله عنه

من إشراقات الشيخ أحمد أبو سليم رضي الله عنه

اقتباس :: غيض من فيض مما سمعته من سيدي وأستاذي وقرة عيني فضيلة مولانا مربي المربين ومرشد السالكين سيدي أحمد بن محمد سليم الشاذلي عليه رضوان الله ....
قال تعالى : " الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُواإِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون"
وذكر الله سبحانه الذين آمنوا ابتداءً أي أنَّ الذين آمنوا بالله ، ووحدانيته ، وليس كما قال المشركون "مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ" ، فالإيمان وهو تصديق القلب والإقرار به ... "قَالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ " . إذن ما هو الإيمان ؟ هو أن تؤمن بالله ، وكيف تؤمن بالله ، أن تفرد له الوحدانية في قلبك وتقر بأنه واجب الوجود ؛ فهو موجود في ذاته وبذاته وله الصفات العليا والسماوية ، وله الصفات التي يجب أن تؤمن بها وتقرها من القدرة والقهر والجبر وغيرها من الصفات الكاملة لله عزَّ وجل ، تعالت ذاته وسمت صفاته ... وأنْ تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره حلوه ومره ..... فإذا لم تلبس إيمانك هذا بظلمٍ ، و لبسٍ عليه الأمر أي خلطه عليه وجعله خافيا لا تعرف حقيقته واستتر .... ومن أكبر الظلم هو الشرك بالله ، فقد قال لقمان لابنه : " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " فكيف يستقيم الأمر في ذلك مع قوله تعالى : "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ" ومعنى هذه الآية أن أكثر الناس ، وهم الكفار ما كانوا يؤمنون بالله بتوحيدهم له في ربوبيته إلا وهم مشركون به غيره في عبادته ... فأكبر الظلم للإنسان هو ظلمه نفسه بأن يشرك بالله .... وهناك أنواع الظلم الأخرى والتي يظلم فيها الإنسان ويتلبس عليه فيها ظلمه لأخيه في الإنسانية .....
فهؤلاء الذين آمنوا ولم يخلطوا إيمانهم بأي ظلم ؛ فهم لهم الأمن ، وكذلك هم مهتدون إلى طريق الحق وإلى طريق الله سبحانه وتعالى ... وها هو الأمن ـ أيها السادة ـ كما قال الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " من كان عنده قوت يومه ، معافاً في بدنه ، آمناً في سربه ، فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها " الأمن أن تخرج من بيتك إلى حيث تريد لا يشغلك شاغل ولا يتسلل إلى قلبك الخوف على بيتك أو حالك أو أي شيء آخر .....
ولا أملك إلا أن أقول جزاك الله سيدي وشيخي خير الجزاء وأعلى درجاتك في عليين من جنات النعيم ورفعك الله على الدوام بفضله وكرمه وعفوه .....

» الذكرى الأولى لانتقال الشيخ أحمد أبو سليم رضي الله عنه
» الذكرى الأولى لانتقال الشيخ أحمد أبوسليم رضي الله عنه
» زيارة ... لفضيلة مولانا سيدي الشيخ أحمد أبوسليم (حفظه الله تعالى)
» رسول الله علمنا يمين الله سلمنا .. أحمد علاء والأحباب
» من مسجد مولانا الإمام الحسين أمسية دينية لفضيلة الشيخ أحمد فرحات فى محبة آل البيت