يوم أن سقط المطر ....

سم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك
ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين

كانت ليلة قاسية على جميع أهل البلدة ويمكنك أن تقول إنها كانت على كل المحافظة بأكملها ، فالمطر ـ كما يقولون ـ
في الشتاء هو من علامات الغيث وهو كله غيث دائما ، ولكن عندنا يختلف الأمر
، فالمطر قد يكون سبباً لبعض الكوارث وهدم المنازل أحيانا ، فلأن معظم قري
محافظات الصعيد تقع تحت سفح الجبال ، يتجمع المطر بين هذه الجبال وفي
الأودية ثم ينزل سيلاً عارما يقضي على الزرع والنسل ... ولكن هذه الليلة
سقط المطر بعيداً أي نعم ... !! أخذ يهطل المطر فوق البلدة والقرى المجاورة
مدة ليست بالقصيرة ، ولكن نحمد الله سبحانه أنها لم تستمر طويلا ، ورغم
ذلك فقد امتلأت أسطح المنازل بالمياه والشوارع كذلك ، وبدأت الأوحال من الطين والمياه الراكدة تحيط بشوارع المدينة من كل جانب ، وعاديك هذه الشوارع والحارات الضيقة والتي ليست ممهدة ومازالت بالتراب ، فقد أصبحت كلها أوحال
وبرك ومستنقعات . أما شوارع المدينة والمرصوفة بالأسفلت فقد غرقت بالمياه
أيضاً وتجمعت بين البؤر الغير منتظمة في هذه الشوارع وكأن المقاول الذي
رصفها قد دهن الشوارع دهانا وليس رصفاً ، فقد بدأت هذه الطبقة الإسفنجية من
الإسفلت تُكشر عن أنيابها وتظهر وجهها القبيح لكل السكان والذين يمرون من هذه الشوارع ، وكأن أحداً لم يراقب هؤلاء الذين رصفوها..
بدأ البرق والرعد " هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعا ً
" وانقطعت الكهرباء وبدأنا في إضاءة شمعة صغيرة ... في هذه الأثناء اشتقت
إلى القراءة والاطلاع ... أمسكت كتابا من مكتبتي ، فتحته على صفحة ما فوجدت
هذه الكلمات والآيات من كتاب الله القرآن الكريم : " { [/size]هُوَ
الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ
الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ
خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ
يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) } من سورة الرعد .
قرأت تفسير الآية وقلت سبحان الله العظيم ، سبحان القادر ، سبحان من يقول
للشيء كن فيكون ثم بعد حوالي الساعتين انقشعت الغيوم وصفت السماء وكأن
شيئاً لم يكن ، وظهرت النجوم تتلألأ في السماء وبدأت أنفاس الناس تهدأ ؛
فكان فضل الله سبحانه وتعالى علينا . وأثناء انقطاع التيار الكهربائي اتصل
بي أخي وحبيب قلبي الدكتور أمجدعبد المقصود من الأخوة في الله الأفاضل بمدينة كوم امبو ويشغل مدير المكز الطبي بها قال لي : " إنني سوف أذهب صباحاً بإذن الله تعالى إلى الرزقة بأبي تشت والتي اصطلح على تسميتها بين الإخوان أنها نجع حمادي فقلت له سوف أكون في استقبالك كي أذهب معك لأداء واجب العزاء في وفاة أخونا عبد النعيم لم
أدر أنَّ أمطار الخير هذه سوف تكون عائقاً لنا يحول بين الوصول إلى القرية
التي بها العزاء نظراً لما سببته من وحل وعوائق في الطريق ... اتصلت بالأخ
الكريم الشيخ مدحت أبوعيسى بالرزقة ـ أبوتشت
وشرحت له الوضع فقال لي لا تأتي وامكث عندك في دشنا لأن الطرق كلها أوحال
من المطر ولا تستطيع أي سيارة أن تمرفيه ... استقبلت أخونا دكتور أمجد وأخونا أحمد عبد القادر وذهبنا إلى الزاوية الشاذلية بدشنا وكانت ساعات جميلة مكثناها مع إخواننا حتى يوم الجمعة الموافق 31 ديسمبر 2010 الساعة الخامس بعد العصر وقد كتب أخي جعفري خضر انطباعه عن هذه الزيارة ويمكن لحضراتكم أن تشاهدوها بعنوان " دشنا منورة