منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم
قال تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
عزيزي زائر منتدى الشاذلية ابناء أبوسليم مرحباً بك اخاً كريماً وعضوا فعالاً
فقط سجل معنا وسوف تجد ما يريح قؤادك ويقوي إيمانك وداداً ومحية
صلاح النجار مدير المنتدى
منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم
قال تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
عزيزي زائر منتدى الشاذلية ابناء أبوسليم مرحباً بك اخاً كريماً وعضوا فعالاً
فقط سجل معنا وسوف تجد ما يريح قؤادك ويقوي إيمانك وداداً ومحية
صلاح النجار مدير المنتدى
منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم


 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول
سادتي الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعتذر لكم جميعاً عن تأخري في الدخول للمنتدى والمشاركة والمساهمة لأسباب شخصية والحمد لله الذي عافانا منها .... ولكم التحية والتقدير صلاح النجار
الوصية : من أحمد بن محمد سليم الشاذلي إلي جميع الإخوان فـــــي الله  .كونوا لله قوّامين والناس نيام ، كونوا له ساجدين باكيــــــن وإياكم وشهوة الحديث في خلق الله ، إنها آفةٌ لا تبقي ولا تــــذر من الحسنات ، ولا تفرح بمن يمدحك ، ولا تغضب ممن يذمـــك . واعلم أنك سوف تحاسب وحدك وتنازع سكرات الموت وحدك وتلقى جزاءك وحدك ، إذن فمالك ومال الخلق ، واحتــرس مـن الموت فإنه يفاجئك وكن حذراً ولا تمت إلا وأنت مسلم ، وإذا أردت الخيرَ كلَّه فَعَلَيكْ بِحُبِ أهل بيت المصطفى " صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم" ، إنَّه والله لأْمَان من الفزعِ الأكــــــــبر إذا الناس فزعوا والجنة أورثها لهم . فصلوات الله على جدهــم . أحمد بن محمد سليم يونس الشاذلي خادم محبين حضرة النبي" صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم"

إلى شعب مصر العظيم ... نقول لكم لقد ضربتم المثل الأعلى في الرقي والحضارة وأنكم شعب لا مثيل له من بين شعوب العالم وأنكم دائما الشعب رقم واحد ونجحت ثورتكم للمرة الثانية ، واستردت من طيور الظلام


 

 قصيدة البردة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حسين بهيج
الإدارة
الإدارة
حسين بهيج


عدد المساهمات : 827
تاريخ التسجيل : 13/04/2010

قصيدة البردة  Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة البردة    قصيدة البردة  I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 03, 2013 7:29 pm


السلام عليكم ورحمت الله وبركاته

قصيدة في حب اهل البيت( عليهم السلام )




البردة

للشاعر البويصري

أمِـنْ تذَكُّـرِ جيـرانٍ بـذي سلـمِ = مزجتَ دمعاً جرى من مقلـة ٍ بـدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقـاءِ كاظمـة = ٍوأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فما لعينيكَ إن قلـتَ اكففـا هَمَتـا = ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْـتَ اسْتَفِـقْ يَهِـمِ
أَيَحْسَبُ الصَّـبُّ أنَّ الحُـبَّ مُنْكتِـمٌ = ما بَيْنَ مُنْسَجِـم منـهُ ومضطَـرِمِ
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَـلٍ = ولا أرقـتَ لذكـرِ البـانِ والــعَ ِ
فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّـا بعـدَ مـا شَهِـدَتْ = بهِ عليـكَ عـدولُ الدَّمْـعِ والسَّقَـم
وَأثْبَتَ الوجْدُ خَطَّيْ عَبْـرَة ٍ وضَنًـى = مِثْلَ البَهـارِ عَلَـى خَدَّيْـكَ والعَنَـمِ
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقنـي = والحُـبُّ يَعْتَـرِضُ اللَّـذاتِ بالأَلَـمِ
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْـذِرَةً = منِّي إليكَ ولـو أنصفـتَ لـم تلُـمِ
عَدَتْـكَ حالِـيَ لا سِـرِّي بمُسْتَتِـرٍ = عـن الوُشـاة ِ ولادائـي بمنحسـمِ
مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُـهُ = إنَّ المُحِبَّ عَن العُـذَّالِ فـي صَمَـمِ
إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ فـي عـذلٍ = والشَّيْبُ أَبْعَدُ في نُصْحٍ عَـنِ التُّهَـم
فـإنَّ أمَّارَتـي بالسـوءِ مااتعظـتْ = من جهلها بنذيـرِ الشيـبِ والهـرمِ
ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيـلِ قِـرَى = ضيفٍ المَّ برأسـي غيـر محتشـمِ
لو كنـتُ أَعْلَـمُ أنِّـي مـا أوَقِّـرُهُ = كتمتُ سِراً بـدا لـي منـهُ بالكتـمِ
من لي بِـرَدِّ جمـاٍ مـن غوايتهـا = كمـا يُـرَدُّ جمـاحُ الخيـلِ باللجـمِ
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْـرَ شَهْوَتِهـا = إنَّ الطعـامَ يُقَـوِّي شهـوة َ النهـمِ
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على = حُبِّ الرَّضـاعِ وإنْ تَفْطِمْـهُ يَنْفَطِـم
فاصرفْ هواها وحـاذرْ أنْ تُوَلِّيَـهُ = إنَّ الهوى ما تولَّى يُصـمِ أوْ يَصـمِ
وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمـة = ٌوإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِـم
كَمْ حَسَّنَـتْ لَـذَّة ٍ لِلْمَـرءِ قاتِلَـة = ًمن حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَـمِ
وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جُوعٍ وَمِنْ شِبَع = فَرُبَّ مَخْمَصَـة ٍ شَـرٌّ مِـنَ التُّخَـمِ
واسْتَفْرِغ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قد امْتَلأتْ = مِنَ المَحارِمِ وَالْـزَمْ حِمْيَـة َ النَّـدَمِ
وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما = وإنْ هُما مَحَّضـاكَ النُّصـحَ فاتهـم
وَلا تُطِعْ منهما خَصْمـاً وَلا حَكمَـاً = فأنْتَ تَعْرِفُ كيْـدَ الخَصْـمِ والحَكـمِ
أسْتَغْفِرُ الله مِـنْ قَـوْلٍ بِـلاَ عَمَـلٍ = لقد نسبتُ بـه نسـلاً لـذي عقـمِ
أمرتكَ الخيرَ لكـنْ ماائتمـرتُ بـهِ = وما استقمتُ فما قولي لـك استقـمِ
ولا تَـزَوَّدْتُ قبـلَ المَـوْتِ نافِلـة ً = ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَـمْ أَصُـمِ
ظلمتُ سُنَّة َ منْ أحيا الظـلامَ إلـى = أنِ اشْتَكَتْ قَدَماهُ الضُّـرَّ مِـنْ وَرَم
وشدَّ مِنْ سَغَـبٍ أحشـاءهُ وَطَـوَى = تحتَ الحجارة ِ كشحـاً متـرفَ الأدمِ
وراودتهُ الجبالُ الُشُّـمُّ مـن ذهـبٍ = عـن نفسـهِ فأراهـا أيمـا شمـمِ
وأكَّـدَتْ زُهْـدَهُ فيهـا ضـرورتـهُ = إنَّ الضرورة َ لاتعدو علـى العصـمِ
وَكَيفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا ضَرُورَة ُ مَنْ = لولاهُ لم تخرجِ الدنيـا مـن العـدمِ
محمدٌ سيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْـيـنِ وال = فريقينِ مـن عُـربٍ ومـن عجـمِ
نبينَّـا الآمـرُ الناهـي فـلا أحـدٌ = أبَرَّ في قَوْلِ «لا» مِنْـهُ وَلا «نَعَـمِ»
هُوَ الحَبيبُ الـذي تُرْجَـى شَفاعَتُـهُ = لكل هـول مـن الاهـوال مقتحـم
دعا إلـى اللهِ فالمستمسكـونَ بـهِ = مستمسكونَ بحبـلٍ غيـرِ منفصـمِ
فاقَ النبيينَ في خلْـقٍ وفـي خُلُـقٍ = ولـمْ يدانـوهُ فـي علـمٍ ولا كَـرَمِ
وكلهـمْ مـن رسـول اللهِ ملتمـسٌ = غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَـمِ
وواقفـونَ لديـهِ عـنـدَ حَـدِّهـمِ = من نقطة ِ العلمِ أومنْ شكلة ِ الحكمِ
فهْوَ الـذي تَـمَّ معنـاهُ وصُورَتُـه = ثمَّ اصطفاهُ حبيبـاً بـارىء ُ النَّسـمِ
مُنَّزَّهٌ عـن شريـكٍ فـي محاسنـهِ = فَجَوْهَرُ الحُسْنِ فيـهِ غيـرُ مُنْقَسِـمَ
دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصارَى فـي نَبيِّهِـمِ = وَاحكُمْ بما شِئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِـمِ
وانْسُبْ إلى ذاتِهِ ما شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ = وَانْسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَـمِ
فإن فضـلَ رسـولِ اللهِ ليـسَ لـهُ = حَـدٌّ فيُعْـرِبَ عنـه ناطِـقٌ بـفَـمِ
لـو ناسبـتْ قـدرهُ آياتـهُ عظمـاً = أحيا اسمهُ حينَ يُدعى دارسَ الرِّمـمِ
لَمْ يَمْتَحِنَّا بما تعْمـل العُقـولُ بِـهِ = حِرْصاً علينا فلمْ نرتـب ولَـمْ نَهَـمِ
أعيا الورى فهمُ معناهُ فليس يُـرى = في القُرْبِ والبعدِ فيهِ غيـر منفحِـمِ
كالشمسِ تظهرُ للعينيـنِ مـن بُعُـدٍ = صَغِيرَة ٍ وَتُكِلُّ الطَّـرْفَ مِـنْ أمـمٍ
وكيفَ يُـدْرِكُ فـي الدُّنْيَـا حَقِيقَتَـهُ = قـومٌ نيـامٌ تسلَّـوا عنـهُ بالحُلُـمِ
فمبلـغُ العلـمِ فيـهِ أنـهُ بـشـرٌ = وأنـهُ خيـرُ خـلـقِ اللهِ كلـهـمِ
وَكلُّ آيِ أَتَى الرُّسْـلُ الكِـرامُ بهـا = فإنمـا اتَّصلـتْ مـن نـورهِ بهـمِ
فإنهُ شمـسٌ فضـلٍ هـمْ كواكبهـا = يُظْهِرْنَ أَنْوارَها للناسِ فـي الظُلَـم
أكـرمْ بخلـقِ نبـيٍّ زانـهُ خُلُـقٌ = بالحُسْنِ مُشْتَمِـلٍ بالبِشْـرِ مُتَّسِـمِ
كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبَدْرِ في شَـرَفٍ = والبَحْر في كَرَمٍ والدهْرِ فـي هِمَـمِ
كأنـهُ وهـو فـردٌ مـن جلالتـهِ = في عَسْكَرٍ حينَ تَلْقاهُ وفـي حَشَـمِ
كَأَنَّما اللُّؤْلُؤُ المَكْنـونُ فـي صَـدَفِ = من معدني منطـقٍ منـهُ ومبتسـمِ
لا طِيبَ يَعْدِلُ تُرْبـاً ضَـمَّ أَعْظُمَـهُ = طُوبَـى لِمُنْتَشِـقٍ منـهُ ومُلْتَـئِـم
أبان مولـدهُ عـن طيـبِ عُنصـرهِ = يـا طِيـبَ مُبْتَـدَإٍ منـه ومُخْتَـتَـمِ
يومٌ تفـرَّسَ فيـهِ الفـرسُ أنهـم = ُقد أنذروا بحلـولِ البـؤسِ والنقـمِ
وباتَ إيوانُ كسرى وهـو منصـدعٌ = كشملِ أصحابِ كسرى غيـرَ ملتئـمِ
والنَّارُ خامِدَة ُ الأنفاس مِـنْ أَسَـفٍ = عليه والنَّهرُ ساهي العين من سـدمِ
وساء سلوة َ أن غاضـتْ بحيرتهـا = ورُدَّ واردها بالغيـظِ حيـن ظمـى َ
كأنَّ بالنارِ مابالماء من بلـلٍ حُزْنـاً = وبالمـاءِ مـا بالنَّـارِ مـن ضـرمِ
والجنُّ تهتـفُ والأنـوار ساطعـة = ٌوالحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنى ً ومِنْ كَلِـم
عَموُا وصمُّوا فإعلانُ البشائـرِ لـمْ = تُسْمَعْ وَبارِقَة ُ الإِنْـذارِ لَـمْ تُشَـم
مِنْ بَعْدِ ما أَخْبَـرَ الأقْـوامَ كاهِنُهُـمْ = بـأَنَّ دينَهُـمُ المُعْـوَجَّ لَـمْ يَـقُـمِ
وبعدَ ما عاينوا في الأفقِ من شُهُـبٍ = منقضة ٍ وفقَ مافي الأرضِ من صنمِ
حتى غدا عن طريقِ الوحيِ مُنهـزمٌ = من الشياطينِ يقفـو إثـرَ منهـزمِ
كأَنُهُـمْ هَرَبـاً أبـطـالُ أَبْـرَهَـة ٍ = أوْ عَسْكَرٌ بالحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِي
نَبْـذاً بـهِ بَعْـدَ تَسْبِيـحِ بِبَطْنِهمـا = نَبْذَ المُسَبِّـحِ مِـنْ أحشـاءِ مُلْتَقِـمِ
جاءتْ لدَعْوَتِهِ الأشجـارُ ساجِـدَة = ًتَمْشِي إليهِ عَلَى سـاقٍ بِـلا قَـدَمِ
كأنَّما سَطَـرَتْ سَطْـراً لِمَـا كَتَبَـتْ = فروعها من بديعِ الخطِّ فـي اللقـمِ
مثلَ الغمامة ِ أنـى َسـارَ سائـرة = ٌتقيهِ حـرَّ وطيـسٍ للهجيـرِ حمـي
أقسمـتُ بالقمـرِ المنشـقِّ إنَّ لـهُ = مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَـة ً مَبْـرُورَة َ القَسَـمِ
ومَا حَوَى الغارُ مِنْ خَيْرٍ ومَنْ كَـرَم = وكلُّ طرفٍ من الكفارِ عنـه عمـي
فالصدقُ في الغارِ والصديقُ لم يرِما = وَهُمْ يقولونَ مـا بالغـارِ مِـنْ أَرمِ
ظَنُّوا الحَمامَ وظَنُّو العَنْكَبُـوتَ علـى = خيْرِ البَرِيَّة ِ لَمْ تَنْسُـجْ ولـمْ تَحُـم
وقاية ُ اللهِ أغنتْ عـن مضاعفـة ٍ = من الدروعِ وعن عالٍ مـن الأطـمِ
ما سامني الدهرُ ضيماً واستجرتُ بهِ = إلاَّ ونلتُ جـواراً منـهُ لـم يضـمِ
ولا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِـنْ يَـدِهِ = إلاَّ استلمتُ الندى من خيـرِ مُستلـمِ
لاتنكرُ الوحيَ مـن رؤيـاهُ إنَّ لـهُ = قَلْبـاً إذا نامَـتِ العَيْنـانِ لَـمْ يَنـمِ
وذاكَ حيـنَ بُلـوغٍ مِـنْ نُبُـوَّتِـهِ = فليـسَ يُنْكَـرُ فيـهِ حـالُ مُحْتَلِـمِ
تَبَـارَكَ الله مـا وحْـيٌ بمُكْتَسَـبٍ = وَلا نَبِـيٌّ عَلَـى غَـيْـبٍ بِمُتَّـهَـمِ
كَمْ أبْرَأَتْ وَصِبـا باللَّمْـسِ راحَتـهُ = وأَطْلَقَتْ أرِبـاً مِـنْ رِبْقَـة ِ اللَّمَـمِ
وأحْيَتِ السنَـة َ الشَّهْبَـاءَ دَعْوَتُـهُ = حتى حَكَتْ غُرَّة ً في الأَعْصُرِ الدُّهُـمِ
بعارضٍ جادَ أو خلتَ البطـاحَ بهـا = سيبٌ من اليَمِّ أو سيلٌ مـن العـرمِ
دعني ووصفي آيـاتٍ لـه ظهـرتْ = ظهورَ نارِ القرى ليـلاً علـى علـمِ
فالدرُّ يـزدادُ حُسنـاً وهـو منتظـمٌ = وليسَ ينقصُ قـدراً غيـر منتظـمِ
فمـا تَطـاوَلُ آمـالُ المَدِيـحِ إلـى = ما فيهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْـلاَقِ والشِّيَـمِ
آياتُ حقٍّ مـن الرحمـنِ محدثـة = ٌقَدِيمَة ٌ صِفَـة ُ المَوْصـوفِ بالقِـدَم
لم تقتـرنْ بزمـانٍ وهـي تخبرنـا = عَن المعادِ وعَـنْ عـادٍ وعَـنْ إرَمِ
دامَتْ لَدَيْنـا فَفاقَـتْ كـلَّ مُعْجِـزَة = ٍمِنَ النَّبِيِّيـنَ إذْ جـاءتْ ولَـمْ تَـدُمِ
مُحَكَّماتٌ فمـا تبقيـنَ مـن شبـهٍ = لذي شقاقٍ وما تبغيـنَ مـن حكـمِ
ما حُورِبَتْ قَطُّ إلاَّ عادَ مِنْ حَـرَبٍ أَ = عْدَى الأعادي إليهـا مُلقِـيَ السَّلَـمِ
رَدَّتْ بلاغَتُهـا دَعْـوى مُعارِضِهـا = ردَّ الغيور يدَ الجانـي عـن الحُـرمِ
لها مَعانٍ كَمَوْجِ البَحْـر فـي مَـدَدٍ = وفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الحُسْـنِ والقِيَـمِ
فمـا تُعَـدُّ وَلا تُحْصَـى عَجَائبُهـا = ولا تُسـامُ عَلَـى الإكثـارِ بالسَّـأَمِ
قرَّتْ بها عينُ قاريهـا فقلـت لـه = لقـد ظفِـرتَ بِحَبْـلِ الله فاعْتَصِـمِ
إنْ تَتْلُها خِيفَة ً مِنْ حَرِّ نـارِ لَظَـى = أطْفَأْتَ نارَ لَظَى مِنْ وِرْدِها الشَّجـمِ
كأنها الحوضُ تبيضُّ الوجـوه بـه = مِنَ العُصاة ِ وقد جـاءُوهُ كَالحُمَـمِ
وَكالصِّـراطِ وكالمِيـزانِ مَعـدِلَـة = ًفالقِسْطُ مِنْ غَيرها في الناس لَمْ يَقُمِ
لا تعْجَبَـنْ لِحَسُـودٍ راحَ يُنكِـرُهـا = تَجاهُلاً وهْوَ عَيـنُ الحـاذِقِ الفَهِـمِ
قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ = ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ المـاء مـنْ سَقَـم
يا خيرَ منَ يَمَّـمَ العافُـونَ ساحَتَـهُ = سَعْيـاً وفَـوْقَ الأَيْـنُـقِ الـرُّسُـمِ
وَمَنْ هُو الآيَة ُ الكُبْـرَى لِمُعْتَبِـرٍ وَ = مَنْ هُوَ النِّعْمَـة ُ العُظْمَـى لِمُغْتَنِـمِ
سريتَ من حـرمٍ ليـلاً إلـى حـرمِ = كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلـمِ
وَبِتَّ تَرْقَى إلَـى أنْ نِلْـتَ مَنْزِلَـة = ًمن قابِ قوسينِ لم تدركْ ولم تـرمِ
وقدَّمتـكَ جميـعُ الأنبيـاءِ بـهـا = والرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخْـدُومٍ عَلَـى خَـدَم
وأنتَ تخترق السبـعَ الطِّبـاقَ بهـمْ = في مَوْكِبٍ كنْتَ فيهِ صاحِـبَ العَلَـمِ
حتى إذا لَمْ تَـدَعْ شَـأْواً لمُسْتَبِـقٍ = مـن الدنـوِّ ولا مرقـيً لمستـنـمِ
خفضـتَ كـلَّ مقـامٍ بالإضافـة إذ = نُودِيتَ بالرَّفْعِ مِثْـلَ المُفْـرَدِ العَلَـم
كيمـا تفـوزَ بوصـلٍ أيِّ مستتـرٍ = عـن العيـونِ وسـرٍّ أيِ مُكتـتـمِ
فَحُزْتَ كـلَّ فَخَـارٍ غيـرَ مُشْتَـرَكٍ = وجُزْتَ كـلَّ مَقـامٍ غيـرَ مُزْدَحَـمِ
وَجَلَّ مِقْدارُ مـا وُلِّيـتَ مِـنْ رُتَـبٍ = وعزَّ إدْراكُ مـا أُولِيـتَ مِـنْ نِعَـمِ
بُشْرَى لَنا مَعْشَرَ الإسـلامِ إنَّ لنـا = مـن العنايـة ِ رُكنـاً غيرَمنهـدمِ
لمَّـادعـا الله داعيـنـا لطاعـتـهِ = بأكرمِ الرُّسـلِ كنَّـا أكـرمَ الأمـمِ
راعتْ قلـوبَ العـدا أنبـاءُ بعثتـهِ = كَنَبْأَة ٍ أَجْفَلَـتْ غَفْـلاً مِـنَ الغَنَـمِ
ما زالَ يلقاهـمُ فـي كـلِّ معتـركٍ = حتى حَكَوْا بالقَنا لَحْماً علـى وضَـم
ودوا الفرار فكـادوا يغبطـونَ بـهِ = أشلاءَ شالتْ مع العقبـانِ والرَّخـمِ
تمضي الليالي ولا يـدرونَ عدتهـا = ما لَمْ تَكُنْ مِنْ ليالِي الأَشْهُرِ الحُـرُمِ
كأنَّما الدِّينُ ضَيْـفٌ حَـلَّ سَاحَتَهُـمْ = بِكلِّ قَـرْمٍ إلَـى لحْـمِ العِـدا قَـرِم
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيـسٍ فـوقَ سابِحَـة = ٍيرمي بموجٍ مـن الأبطـالِ ملتطـمِ
مـن كـلِّ منتـدبٍ لله محتـسـبٍ = يَسْطو بِمُسْتَأْصِـلٍ لِلْكُفْـرِ مُصطَلِـم
حتَّى غَدَتْ مِلَّة ُ الإسلام وهْيَ بِهِـمْ = مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِها مَوْصُولَـة َ الرَّحِـم
مكفولـة ً أبـداً منهـم بخـيـرٍ أبٍ = وخير بعـلٍ فلـم تيتـم ولـم تئـمِ
هُم الجِبالُ فَسَلْ عنهـمْ مُصادِمَهُـمْ = ماذا رأى مِنْهُمُ فـي كـلِّ مُصطَـدَم
وسل حُنيناً وسل بدراً وسـلْ أُحُـداً = فُصُولَ حَتْفٍ لهُمْ أدْهَى مِـنَ الوَخَـم
المصدري البيضَ حُمراً بعدَ ما وردت = من العدا كـلَّ مُسْـوَّدٍ مـن اللمـمِ
وَالكاتِبِينَ بِسُمْرِ الخَـطِّ مَـا تَرَكَـتْ = أقلامهـمْ حرفَجسـمٍ غبـرَ منعجـمِ
شاكي السِّلاحِ لهم سيمـى تميزهـمْ = والوردُ يمتازُ بالسيمى عـن السلـمِ
تُهدى إليكَ ريـاحُ النصـرِ نشرهـمُ = فتحسبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كلَّ كمـي
كأنهمْ في ظهورِ الخيـلِ نبـتُ رُبـاً = مِنْ شِدَّة ِ الحَزْمِ لاَ مِنْ شِدَّة ِ الحُـزُم
طارت قلوبُ العدا من بأسهمِ فرقـاً = فما تُفَرِّقُ بيـن البهمـش والبُهـمِ
ومن تكـنْ برسـول الله ونصرتُـه = إن تلقهُ الأُسدُ فـي آجامهـا تجـمِ
ولن ترى من ولـيٍّ غيـر منتصـرِ = بهِ ولا مِـنْ عَـدُوّ غَيْـرَ مُنْعَجِـمِ
أحـلَّ أمَّتَـهُ فـي حــرزِ ملَّـتـهِ = كاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأشبـال فـي أجَـم
كمْ جدَّلَـتْ كلمـاتُ اللهِ مـن جـدلٍ = فيهِ وكم خَصَمَ البُرْهانُ مِـنْ خَصِـمِ
كفاكَ بالعِلْمِ فـي الأُمِـيِّ مُعْجِـزَة = ًفي الجاهلية ِ والتأديـبِ فـي اليتـمِ
خَدَمْتُـهُ بِمَديـحٍ أسْتَقِـيـلُ بِــهِ = ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى في الشِّعْرِ والخِدَم
إذ قلدانـي مـا تُخشـى عواقـبـهُ = كَأنَّنـي بهمـا هَـدْيٌ مِـنَ النَّعَـم
أطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا في الحَالَتَيْنِ ومَـا = حصلـتُ إلاَّ علـى الآثـامِ والنـدمِ
فياخسـارة َ نفـسٍ فـي تجارتهـا = لم تشترِ الدِّينَ بالدنيـا ولـم تَسُـمِ
وَمَـنْ يَبِـعْ آجِـلاً منـهُ بِعاجِلِـهِ = يَبِنْ لهُ الغَبْنُ في بَيْـعِ وَفـي سَلَـمِ
إنْ آتِ ذَنْباً فمـا عَهْـدِي بِمُنْتَقِـضٍ = مِـنَ النبـيِّ وَلا حَبْلِـي بِمُنْصَـرِمِ
فـإنَّ لـي ذمـة ً منـهُ بتسميتـي = مُحمـداً وَهُـوَ الخَلْيـقِ بالـذِّمَـمِ
إنْ لَمْ يَكُن في مَعادِي آخِـذاً بِيَـدِي = فضـلاً وإلا فقـلْ يازَلَّـة َ الـقـدمِ
حاشاهُ أنْ يحرمَ الرَّاجـي مكارمـهُ = أو يرجعَ الجارُ منهُ غيـرَ محتـرمِ
ومنـذُ ألزمـتُ أفكـاري مدائحـهُ = وَجَدْتُـهُ لِخَلاصِـي خيـرَ مُلْـتَـزِم
وَلَنْ يَفُوتَ الغِنى مِنْـهُ يـداً تَرِبَـتْ = إنَّ الحَيا يُنْبِتُ الأزهـارَ فـي الأكَـمِ
وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَة َ الدُّنْيا التي اقتطَفَـتْ = يدا زُهيرٍ بمـا أثنـى علـى هـرمِ
يا أكرَمَ الرُّسْلِ مالي مَنْ أَلُـوذُ بـه = سِوَاكَ عندَ حلـولِ الحـادِثِ العَمِـمِ
وَلَنْ يَضِيقَ رَسولَ الله جاهُـكَ بـي = إذا الكريـمُ تَحَلَّـى باسْـمِ مُنْتَـقِـمِ
فإنَّ من جُـودِكَ الدنيـا وَ ضَرَّتهـا = ومن علومكَ علـمَ اللـوحِ والقلـمِ
يا نَفْسُ لا تَقْنَطِي مِنْ زَلَّة ٍ عَظُمَـتْ = إنَّ الكَبائـرَ فـي الغُفـرانِ كاللَّمَـمِ
لعلَّ رحمة َ ربـي حيـن يقسمهـا = تأتي على حسب العصيانِ في القسمِ
ياربِّ واجعل رجائي غيـر منعكـسٍ = لَدَيْكَ وَاجعَلْ حِسابِي غَيـرَ مُنْخَـزِمِ
والطفْ بعبدكَ في الداريـنِ إنَّ لـهُ = صبراً متى تدعـهُ الأهـوالُ ينهـزمِ
وائذنْ لِسُحْبِ صلاة ٍ منـكَ دائمـة = ٍعلـى النبـيِّ بمنهـلٍّ ومنسـجـمِ
ما رَنَّحَتْ عَذَباتِ البانِ ريـحُ صَبـاً = وأطْرَبَ العِيسَ حادي العِيسِ بِالنَّغَـمِ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوبكر
المشرفون
ابوبكر


عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 01/10/2013

قصيدة البردة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصيدة البردة    قصيدة البردة  I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 03, 2013 10:44 pm

rendeer 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصيدة البردة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقتطفات من البردة المسبعة
» قصيدة فى حب الرسول صل الله عليه وسلم
» قصيدة الأمام الشافعى فى حب آل البيت الكرام
» قصيدة فى مدح سيدى على زين العابدين
» قصيدة أبي ... صلاح النجار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم  :: منتدى اللغة العربية وآدابها :: قصائد المديح-
انتقل الى: