الأمى الذى علم الدينا كلها

الأمى الذى علم الدنيا كلها

بسم الله ارحمن الرحيم

اختار الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أمياً ،ومعنى أمًى :أى كما ولدته أمه ،لم يتلق علماً من بشر
وكانت هذه الأميه شرفاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : لماذا ؟ لأن الله سبحانه وتعالى الذى اختاره واصطفاه
ليكون خاتم المرسلين،أراد أن يعلمه سبحانه
فلوأن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كان يقرأ أو يكتب لقالوا :أ خذ العلم من كتب الأولين ، أو من حضارات الأمم الأخرى

ولذلك اختار له الله سبحانه وتعالى أن ينشأ أميا ، حتى يعرف الجميع أن كل علم رسول الله صلى الله عيه وسلم

جاءه من الله تعالى ، ورغم هذا الاختيار وهذه الحكمة فقد غفلت عقول الكفار عنها

وادّعوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يعلمه بشر ، وزعموا أنه جاء بهذا العلم من أساطير الأولين

ويرد الله تبارك وتعالى عليهم فيذكرهم بأن رسوله المصطفى وخليله المجتبى لم يقرأ كتاباً من قبل ولا يعرف الكتابه

وذلك قوله سبحانه وتعالى ]وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لأرتاب المبطلون ]العنكبوت

إذا فالحق سبحانه وتعالى يلفت البشرية كلها إلى أنه اختار أن يكون رسوله صلى الله وسلم أمياً

حتى يدحض ما يدعيه أنصار الباطل وأعداء الإيمان ، من أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالقرآن من عنده يقول لنبيه

لو أنك كنت تقرأ أو تكتب قبل أن تأتيك النبوة : فربما كان ذلك حجة لأنصار الباطل أن يقولوا : إن هذا القرآن من عندك

كنك لا تقرأ ولا تكتب ، لم تقرأ كلمة واحده فى حياتك قبل الرسالة : ولا كتبت كلمة واحدة إذا فحجتهم باطة لا سند لها من الحقيقة

وإنما هى مكابرة لعدم الإيمان وحجة للكفر ، وحجتهم مردودة عليهم ، وفى ذلك يقول الله جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون

وهكذا كانت الأمية شرفاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وضرورة للرد على دعاوى الباطل

يقيناً للمؤمنين ، لان كل ما أتى به الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إنما هو وحى من خالق الأرض والسماء

» حلقة للشعراوي ضد الحكام العرب