(تذلل لمن تهوى)(إليكم تذل النفس)(وقفت بالذل)

( تذلل لمن تهوى )

تذلل لمن تهوى فليس الهوى سهلُ *** إذا رضى المحبوب صَحَّ لك الوصلُ

تذلل له تحظى برؤيا جمالهِ *** ففى وجه من تهوى الفرائضُ والنفلُ

أدار على العشاق خمرة قربهِ *** فطاب لهم فيها الصبابة والقتلُ

وقال لهم هذا جَمالى تمتعوا *** وها خلع الإحسان والجودُ والفضلُ

سكارى حيارى واقفين ببابه *** وأعينهم منها المدامع تنهلُّ

فإن شئت أن تحظى برؤيا جَمالهِ *** تذلل وإلا فالغرام له أهلُ

فوالله ما فى الكون يعشق غيره *** هو القصدُ والمطلوبُ والسؤلُ والكلُ

( إليكم تذلُ النفس وهى عزيزة )

إليكم تذل النفسُ وهى عزيزةٌ *** وليست تذل النفس إلا لمن تهوى

فلا تحوجوها للسؤال لغيركم *** فتسأل من يسوى ومن لم يكن يسوى

أهيل النقا قلبى بنار الجوى يكوى *** وحالى من الهجران يغنى عن الشكوى

ولى مقلةً تبكى اشتياقاً إليكمُ *** ولى مهجةً ليست على بعدكم تقوى

نشرتم بساط البعد بينى وبينكم *** فيا بساط البعد قل لى متى تطوى

فـراقكـم والله مـرٌ مذاقــهُ *** وقربكمُ أحلى من المن والسلوى

وأنتـم كـرامٌ لايضام نـزيلكم *** وحاشا نزيل القوم يظمى ولايروى

سأسعى على رأسى إلى نحو أرضكم *** وإن لم أطق مشياً سعوت لكم حبوى

وإن كنت قـد أذنبتُ ذنباً فإننـى *** أتيتكمُ مستغفراً أرتجى العفوَ

فقولوا عفا الرحمن عن كل مامضى *** وخلوا بساط الهجر من بيننا يطوى

وليس يطيب العيشُ إلا بقربكم *** وإن كنتُ فى الفردوسِ أو جنة المأوى

إذا لم أجد صبراً رجعتُ إلى الشكوى *** وناديتُ جنح الليلِ يا كاشف البلوى

على الباب عبدٌ من عبيدك واقفٌ *** كثير الخطايا يرتجى منكم العفوَ

فأنزل عليه الصبرَ يا من بفضلهِ *** على قومِ موسى أنزل المنَّ والسلوى

( وقفت بالذل فى أبواب عزكم )

وقفتُ بالذل فى أبواب عزكمُ *** مستشفعاً من ذنوبى عندكم بكمُ

أعفرُ الخدَّ ذلاً فى الترابِ عسى *** أن ترحمونى وترضونى عبيدكمُ

فإن رضيتم فيا عزى ويا شرفى *** وإن أبيتم فمن أرجوهُ غيركمُ

لا بلَّغَ الله عينى طيب رؤيتكم *** إن طاب للسمع يوماً غير ذكركمُ

وإن وجدتُ اصطباراً عن محبتكم *** عدمتُ كل مسراتى بأنسكمُ

نسيتُ كل طريقٍ كنت أعرفها *** إلا طريقاً يؤدينى لربعكمُ

أنا المقر بذنبى فاصفحوا كرماً *** فبانكسارى وذلى قد أتيتكمُ

لاتطردونى فإنى قد عُرِفتُ بكمْ *** وصرتُ بين الورى أُدعى عبيدكمُ

بمطلقِ الحسنِ واللطف الجميلِ غدتْ *** كلُ القلوبِ وراحتْ تحت أسركمُ

وحقكم قسماً حسبى به قسمُ *** على أعزِّ مِلاحِ القومِ منقسمُ

أفنوا الحشاشةَ وابقوا واهجروا وصلوا *** فجنة الخلدِ ماشئتم لعبدكمُ

إن متُ فى حبكم شوقاً فيا شرفى *** ويا سرورى بموتى فيكمُ بكمُ

***************

» إليكم تذل النفس وهى عزيزة