منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم
قال تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
عزيزي زائر منتدى الشاذلية ابناء أبوسليم مرحباً بك اخاً كريماً وعضوا فعالاً
فقط سجل معنا وسوف تجد ما يريح قؤادك ويقوي إيمانك وداداً ومحية
صلاح النجار مدير المنتدى
منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم
قال تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
عزيزي زائر منتدى الشاذلية ابناء أبوسليم مرحباً بك اخاً كريماً وعضوا فعالاً
فقط سجل معنا وسوف تجد ما يريح قؤادك ويقوي إيمانك وداداً ومحية
صلاح النجار مدير المنتدى
منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم


 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول
سادتي الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعتذر لكم جميعاً عن تأخري في الدخول للمنتدى والمشاركة والمساهمة لأسباب شخصية والحمد لله الذي عافانا منها .... ولكم التحية والتقدير صلاح النجار
الوصية : من أحمد بن محمد سليم الشاذلي إلي جميع الإخوان فـــــي الله  .كونوا لله قوّامين والناس نيام ، كونوا له ساجدين باكيــــــن وإياكم وشهوة الحديث في خلق الله ، إنها آفةٌ لا تبقي ولا تــــذر من الحسنات ، ولا تفرح بمن يمدحك ، ولا تغضب ممن يذمـــك . واعلم أنك سوف تحاسب وحدك وتنازع سكرات الموت وحدك وتلقى جزاءك وحدك ، إذن فمالك ومال الخلق ، واحتــرس مـن الموت فإنه يفاجئك وكن حذراً ولا تمت إلا وأنت مسلم ، وإذا أردت الخيرَ كلَّه فَعَلَيكْ بِحُبِ أهل بيت المصطفى " صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم" ، إنَّه والله لأْمَان من الفزعِ الأكــــــــبر إذا الناس فزعوا والجنة أورثها لهم . فصلوات الله على جدهــم . أحمد بن محمد سليم يونس الشاذلي خادم محبين حضرة النبي" صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم"

إلى شعب مصر العظيم ... نقول لكم لقد ضربتم المثل الأعلى في الرقي والحضارة وأنكم شعب لا مثيل له من بين شعوب العالم وأنكم دائما الشعب رقم واحد ونجحت ثورتكم للمرة الثانية ، واستردت من طيور الظلام


 

 ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح النجار
المدير العام
المدير العام
صلاح النجار


عدد المساهمات : 1357
تاريخ التسجيل : 14/02/2010

ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!! Empty
مُساهمةموضوع: ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!!   ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!! I_icon_minitimeالسبت أبريل 20, 2013 1:52 pm

[size=24]

اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك
ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين

ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!!

منذ زمن بعيد وما يقرب على الستة وثلاثين عاماً ، كان هذا الشاب لا يحلو له إلا القراءة في السياسة والاقتصاد العالمي والتاريخ ؛ تاريخ الشعوب وتاريخ الفن والأدب والمسرح ، كانت له طموحات الشباب في ذلك العصر ، أن يكون أديباً ، شاعراً ، مخرجاً مسرحياً ؛ كان قلبه يتلهف لكل جديد ، كان دائماً يحلم بالحرية ، وهل الحرية في أن يعمل ما يريد ؟ أم أن لهذه الحرية بعض القيود والتي تكبله من عادات وتقاليد وموروثات .
مَنْهل ثقافته من " ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستبداد " مقولة شهيرة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ؛ كان يؤمن بتجربة هذه الثورة والتي فيها الأمل لكل البشر ، لم يخطر بباله أو يتصور في لحظة من اللحظات ، أنَّ كل ما كان يؤمن به تأتي عليه لحظات الإحباط واليأس من كل شيء ، انغرس مثل جيله في بعض الملاهي ، ولكن كانت فقط في رفض هذه الهزيمة وهذا الانكسار والذي أصاب أكباد هؤلاء الفتية الغضة ، ماذا يفعل ؟ وبماذا يُعَبِّرُ عما أصابه من هذه الهموم والانتكاسات ؟ انغرس يحصل الدراسة ، ربما تكون عوضاً بعض الشيء عن كل ذلك ، التحق بالجامعة بإحدى الكليات ؛ وفي أثناء العُطلة الصيفية وانتقاله للفرقة الثانية بكليته الجامعية رحل إلى بارئه عبد الناصر الرمز الذي كان يعطي هذا الجيل بأحقيته في أن يكون هو صاحب هذا البلد وليس الطامعون ، تكالبت على هذا الرجل الحر كل المخالب تنهش في جسده حتى أردوه جثة هامدة .
قد تكون هذه القوى المعادية ـ من استعمار وصهيونية عالمية وعملاء خونة ـ فرحت وتنتظر أن تجني ثمار ما اقترفته أياديها من مآثم وجرائم ودسائس ، ولكن ، هيهات هيهات فقد كانت جنازة هذا القائد المحب لهذا الوطن بمثابة الرفض التام لكل من يريد أن يسيطر عليه . لبس قميص عبد الناصر من جاء بعده ، فرحنا به ، هتفنا له ، تظاهرنا ضده ، نريد الثأر الذي وعدنا به ، كنا في مقتبل العمر لا ندري ـ أحيانا ـ إلا بالحماس الذي يسري في عروقنا من إرادة تغيير واقع الانتكاسة في نفوسنا ، والغُصات التي تملأ حلوقنا ؛ جاءت لحظات العبور والذي سطر ملحمتها شباب عبد الناصر الذين نالوا مجانية التعليم فانتقموا من هؤلاء الصهاينة ، وللأسف أثناء هذه الفرحة بالانتصار ، تتآمر قوى العدوان بالاتحاد مع العملاء والخونة لكسر شوكة هذا الشعب الأبي . عشنا تلك الأعوام بكل ما فيها من حلاوة ومرارة ، ولم تبدر أمامنا بارقة أمل من جديد إلا أن يعود صاحبنا هذا إلى ربه سبحانه وتعالى ، فهو الملجأ والمنتهى ؛ كانت أيامه السابقة يتصور فيها أن الحل في الاشتراكية والحل في تطبيق الماركسية والشيوعية والتي اعتنقها كفكر يغير الشعوب ويجعلها كأسنان المشط ؛ ولم يدرك في ذلك الوقت أنَّ أبواق الدعاية للحل الشيوعي ، إنما هو ضرب من الخيال .
كان يتردد في عام 1974 على قصر الثقافة ليروي نهمه مما يعتقد أنه الحلول سواء في الأدب أو المسرح وفي يوم من الأيام المباركة بالنسبة له يقابل أحد الناس ـ في رحلته اليومية بالقطار من منزله إلى أسوان أو العكس ـ يكرمه الله بهذا الرجل والذي كان له الفضل في توبته ورجوعه إلىالله سبحانه وتعالى ؛ فيتحدث معه بالحب الذي يعيشه ويحاول أن يشده إلى ما يعرف من حقائق هذه الدنيا الفانية ؛ ولكن صاحبنا هذا لم يتنبه إلى تقرب هذا الرجل بادئ الأمر ، وحين يأذن الله سبحانه وتعالى للعبد بالتوبة يهيئ له أسباب ذلك .
ولنا عودٌ آخر بإذن الله تعالى

ستأنف معكم الحلقة الثانية من موضوع :

ما أجمل الرجوع إلى الله تعالى ..!!!!


كان يتردد في عام 1974 على قصر الثقافة ليروي نهمه مما يعتقد أنه الحل سواء في الأدب أو المسرح وفي يوم من الأيام المباركة بالنسبة له يقابل أحد الناس ـ في رحلته اليومية بالقطار من منزله إلى أسوان أو العكس ـ يكرمه الله بهذا الرجل والذي كان له الفضل في توبته ورجوعه إلى الله سبحانه وتعالى ؛ فيتحدث معه بالحب الذي يعيشه ويحاول أن يشده إلى ما يعرف من حقائق هذه الدنيا الفانية ؛ ولكن صاحبنا هذا لم ينتبه
إلى تقرب هذا الرجل بادئ الأمر ، ولكن حين يأذن الله سبحانه وتعالى للعبد بالتوبة يهيئ له أسباب ذلك .
كانت البداية في الأول من شهر رمضان المبارك لعام 1974 بعد صلاة العشاء
والتراويح كان هذا الشاب ، الذي نتحدث عنه ، كان له صديق يسكن في نفس المنطقة فجلسا سوياً يتبادلان أطراف الحديث ، وتطرق الحديث لسيرة أحد الأشخاص الذين يسكنون في نفس المنطقة فقال له
صاحبه وصديقه هذا : " أتريد أن تذهب معي إلى منزل الأخ أحمد ؟ " فقال له : " ومن أحمد هذا ؟ فبدأ يحدثه عن أحمد ونوادره

حتى ضحكا كثيراً معاً لبعض المواقف والتي تثير الشفقة أحيانا ... والضحك مرة أخرى ، وقال له أيضاً : "
أن هناك بمنزل أحمد تقام حضرة للذكر ... فهل تريد أن تذهب معي ؟ تردد صاحبنا بادئ الأمر ثم قرر أن يرى هذا العالم والذي لا يعرف عنه شيئاً فقال لصديقه : " أهم هؤلاء القوم الذين يتمايلون وهي ما تُسمى الحضرة ؟ وسرح بخياله وتذكر أيام أن كان طفلاً صغيراً في بلدتهم قبل أن يستقر في أسوان فقد كان لهم جار من الرفاعية أو الطريقة الرفاعية وكان هذا الرجل دائما يحي الليالي والحضرات وكان أحيانا يذهب وراء هذه الحضرة في أي مكان يذهبون إليه . ونظراً لحبه للموسيقى والطرب كان يطرب لما يقوله المُنشد في الحضرة أو الذكر ويعجب به لنظام الكلمات المرتبة والموزونة أخذه .... صديقه من يده وذهبا سوياً إلى منزل أحمد والذي تقام في منزله هذه الحضرة ، فقال لصديقه : " أيمكن أن أستأذن بلا حرج أو غضب أي أحد بدون إحراج ؟ قال له : " ليس هناك أي إحراج ويمكنك أن تستأذن في أي لحظة تريد ؟ " اطمأن لذلك وتشجع على أن يحضر معه ولماذا لا يذهب معه طالما أنه يمكنه في أي وقت يستأذن ويذهب إلى حال سبيله ؛ وهناك كانت المفاجأة فقد رأى نفس الرجل الذي كان يقابله في القطار ذهابا وإيابا ـ تقريباً كل يوم ـ سُرَّ لرؤية الرجل لأن له جاذبية غريبة وحضور يأخذ بالألباب ، ويُحَرِّكُ القلب نحوه لمزيدِ معرفته والتقرب منه .

أحس بالراحة والتي كان يفتقدها في كثير من الناس الذين يقابلهم ؛ فهو منذ مدة ليست بالقصيرة بدأ يبحث عمن يقول له بعض الحقائق ويدله على الطريق الصحيح ، ولماذا لا يرى أن حياته قد ذهبت في أشياء ليس لها أي فائدة أو معنى وإن كانت في القراءة والثقافة والسياسة ؛
ولكنه يريد أن يعرف ما هي التوبة وكيف يبدأ ؛ كان كل ذلك يدور في نفسه ، حتى أنه ذهب إلى ما يسمون أنفسهم بأنصار السنة ، فلم يجد بُغيته في ذلك ثم انصرف عنهم .


عند دخولهما منزل الأخ أحمد وجدا كما أسلفتُ هذا الرجل الذي كان يقابله
بالقطار كل يوم... سلم على الجميع بإلقاء السلام ثم جلس على الأرض مثلما يجلسون ثم كانت المفاجأة الثانية كانوا يجلسون في حلقة كاملة مغلقة وليست صفوف كما كان يظن أو كما كان يرى شكل الحضرة .

هكذا جلس في الحلقة وبدأ أحد الناس الموجودين بترديد نغمة بقصيدة أولها " تب علينا حتى يصح المتاب *** واجعلنا من الذين أنابوا

ثم استرسل في القصيدة والباقون يرددون مطلعها وراءه ؛ شعر صاحبنا هذا بالقشعريرة تسري في جسده وأحس بذرف دموعه بغزارة ولم يعرف سبباً لذلك ثم سكت الجميع ... ثم بدأ نفس الرجل الذي قال القصيدة بقوله : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " أفضل ما قلت

أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله " وبدأ الباقون أيضاً يقولون مثلما يقول وبطبيعة الحال قال معهم وهنا تحدث المفاجأة الثالثة ..... !!!!!

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
يتبع بإذن الله تعالى

والمفاجأة الثالثة ... حين بدأ مجلس الذكر كما ـ فهمه صاحبنا بعد ذلك ـ وجد نفسه في غيبة تامة عما يدور حوله ووجد دموعه تنزل بغزارة ، وأن جسده كله يرتعد ، ولا يدري لماذا هذه الأشياء التي تحدث له ؟ كيف يكون ذلك ؟ وهو الذي اشترط على صديقه أنْ يستأذن في أي لحظة .. ما تفسير ما حدث له ؟ لا يعرف .. بدأ الأخ الذي يقول من البداية كل ما يتصل بهذا الذكر في التختيم أو ختام المجلس ـ كما يقولون ـ وبدأ بتلاوة بعض آيات القرآن الكريم ثم قراءة الفواتح لكل المسلمين وبعض الدعوات ؛ وكذلك ما تسمي اللطفية وهي عبارة عن قول اسم يا لطيف مرات كثيرة فهم فيما بعد أنَّ عددها مائة وتسعة وعشرون مرة ولها حساب آخر في علم الأسماء ، ثم بدأ في قولٍ آخر دعاء جميل " يا رب تكرمنا الجميع العاصي فينا والمطيع ، بحق من فينا شفيع يا رب تكرمنا الجميع "

ثلاث مرات ؛ وجاءوا ببراد شاي كبير وأخذ أحد الجالسين يصب الشاي في الأكواب ، ثم أمر أحدهم بإشارة منه فوقف هذا الشخص وقال : " صلوا على حضرة النبي ، ولا تنسوا فضائل الإمام علي ، الفاتحة للشاذلي وأبو سليم وكل ولي ، وقرأ الجميع الفاتحة ثم قال : " الفاتحة للمربي الفاضل " وهنا استوقفته هذه الأفعال بعض الشيء ؛ فأخذ يفكر في هذا النظام والتناغم الذي يحدث بين هؤلاء القوم ... لا أحد يعترض على شيء ولا أحد له رأي إنما طاعة عمياء لمن يتصدر هذا المجلس وأعتقد أنه كان صغيراً في العمر ، وينم مظهره على البساطة في ملبسه ، وهندامه ، وليس أفضلهم ، من وجهة نظر صاحبنا ، أُعجبَ بهذا النظام وهذا الترابط والذي رآه يدور بين كل واحد منهم ، قال متصدر المجلس الفاتحة لمن عمل لكم النفحة ، ما هي هذه النفحة ؟ بدأ يتساءل مرة أخرى .. ماذا تعني كلمة النفحة هذه ؟ ثم بدأ الجميع في الانصراف بعد قراءة الفاتحة مباشرة وأذن لهم صاحب الدار " أحمد ".

أسرعوا في مشيتهم حتى يدركوا القطار والذي سوف يقلهم إلى أسوان ، فقد كان آخر ميعاد ولا توجد مواصلات آنذاك سواه وإلا يمكثون حتى الصباح ، أخذ يهرول معهم ويسرع الخطي مثلهم تماما ، وتحدث في أثناء ذلك مع الأخ الذي تصدر مجلس الذكر وقال له معاتباً : " من أنتم ؟ ولماذا لا تنتشرون ؟ وكيف السبيل إلى معرفتكم ومواعيدكم ؟ " رد عليه الرجل وهو يسرع الخطى نحو القطار : " أنت تأخذ الورد وهو عبارة عن الاستغفار مائة مرة واللهم صلي على سيدنا محمد عبد ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم مائة مرة ثم تقول لا إله إلا الله تسعة وتسعون وتختمها بلا إله إلا الله محمد رسول الله مرة واحدة وكل ذلك تفعله مرة صباحاً ومرة مساءً ؛ لم يفكر في شيء بعد أن سمع منه ذلك إلا أن يحفظ ما ألقاه عليه وحفظهم فعلاً من أول مرة ؛ بعد ذهب هؤلاء القوم وركبوا القطار ، ظل باقي الأخوة والذين يسكنون في نفس المنطقة وتوجه إليهم بالحديث وكان أول من تحدث معه هذا الرجل الطيب ذو السمات والتقاطيع المريحة وهو اسمه إبراهيم أو كما ينادونه الشيخ إبراهيم ، تحدث معه وقال له كيف لي أن أكون

معكم فقال له الشيخ إبراهيم : " إن شاء الله يوم الأربعاء( ويتبقي على هذا اليوم تسعة أيام ) بعد القادم سوف نذهب إلى مجلس مثل الذي حضرته بمنزل أحد الإخوان في الله بمنطقة " كيما " وتعالى استقل معنا القطار ... رجع هذا الشاب عائداً إلى منزله وكله فرحة وراحة نفسية لهؤلاء القوم وأحس أن قدميه لا تقله ، ولكنه يطير في الهواء ، فكر فيما رآه اليوم من أشياء جديدة وعالم آخر لم يقابله في حياته والتي يعتبر نفسه قد اكتسب خبرات من العمل في السياسة والثقافة والمسرح ، ولكن حين استرجع تلك الساعات القليلة والتي مر بها منذ قليل قال لنفسه : " أنا لا أعرف شيئاً في هذه الدنيا ، ولابد من إعادة كل حساباتي " بدأ يقول فيما لََقَنَه إياه من أوراد... ومر حوالي أربعة أو خمسة أيام وهو يحافظ على هذه الأوراد صباحا ومساءً ثم يحدث شيئاً خجل منه وهوأنه حين يدخل دورة المياه وفيها يتذكر الله .. فيقول لنفسه لا يصح أن أتذكر الله سبحانه وتعالى في دورة المياه ولكن يشعر بقلبه يكاد يقتلع منه وهو يسمع هذا القلب يردد كلمة الله ... الله يخرج خجلاً يؤنب نفسه ... ثم يأتي يوم الأربعاء المنشود والذي ينتظره على أحر من الجمر ويستقل مع الأخوة القطار ... وهنا أحداث أخرى ..... وإلى لقاء آخر لنحكي قصة هذا الرجل ورجوعه إلى الله سبحانه وتعالى ...

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/size][b][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح النجار
المدير العام
المدير العام
صلاح النجار


عدد المساهمات : 1357
تاريخ التسجيل : 14/02/2010

ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!!   ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!! I_icon_minitimeالسبت أبريل 20, 2013 2:25 pm


الحلقة الثالثة من موضوع ... ما أجمل الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ....

جاء يوم الأربعاء المنشود ... ركب مع الأخوة القطار الذي يقلهم إلى مكان مجلس الذكر الذي حكوا له عنه بدأ الأخوة في ترديد المديح الجميل في القطار وكانت الرحلة تستغرق حوالي ثلث أو نصف الساعة ، فمرت هذه اللحظات وكأنها حلم أو رؤيا منامية ... يسمع هذه الأهازيج والأنغام السماوية وكأنها ترانيم ملائكية فإنَّ صاحبنا لم يسمع مثل هذه المدائح بهذه الطريقة من قبل ، بدأ يحاسب نفسه ... أين كنت كل هذه السنين من هؤلاء القوم ..؟؟ وهل هم فعلاً يعيشون معنا ... ؟؟ وقف القطار فجأة إلى محطة " كيما " وهي محطة صغيرة بين السد العالي وأسوان نزل الجميع فلم ينتبه أنَّ القطار قد وصل إلى ما يريدون فأشار إليه أحدهم بالنزول من القطار ، أخذوا يسيرون مسافة حوالي نصف كيلومتر ... وقف الجميع أمام بناية ( عمارة ) فقال أحدهم أنَّ الشقة هنا في هذه البناية ، بدأ الجميع في الصعود للدور الثالث .. وهنا استوقفه شيئاً لم يدركه إلا بعد سنوات .. فقد وقف الجميع أمام باب الشقة المفتوح وأصروا على دخوله أمامهم ؛ ونظراً لما كان يظن في نفسه أنه أفضل منهم علماً ومركزاً قال في نفسه : " إنهم يحترمونني " دخل إلى الشقة ، قابله صاحب المنزل مرحباً به ، ثم دلَّه على حجرة ليذهب إليها .. دخل الحجرة وكأنه من أجلاف العرب ، فقال بصوت جهوري : " السلام عليكم " لاحظ أنَّ الرد جاء خافتا يكاد يسمعه ... تساءل مرة أخرى .. لماذا يخفضون أصواتهم ؟ أليس السلام من الواجب أن يردوا عليه بصوت مسموع ... جلس مكملاً لحلقة دائرية مصفوفون في أركان الحجرة وبجوار الحوائط بحيث تكون دائرة ... نظر أمامه وجد رجلاً صبوح الطلعة في الثلاثين من عمره أو يزيد قليلاً .. دخل الأخوة وراءه ... وكانت المفاجأة له ؛ قبل أنْ يجلسوا ذهبوا إلى هذا الرجل وكل واحد منهم يسلم عليه ويُقَبِّل يده ... أدرك صاحبنا خطأه وبدأ يؤنب نفسه : " لماذا لم أسلم على هذا الرجل الطيب الجميل وكيف لي أن أصلح ما أفسدته ... ؟؟ " نظر إليه بابتسامةٍ أضاءت وجهه وكأنه البدر ليلة التمام ، استراح بعض الشيء لعدم السلام عليه ُثم فجأة بدأ يتهادى صوتاً ملائكياً آخر يقول :
يا رسول الله يا جد الحسين ... كن شفيعي يا إمام الحرمين وجد صاحبنا نفسه يغرق في دموعه ولم يملك أنْ يجد تفسيراً أيضا لما يحدث له فالدموع تنهمر من عينيه بغزارة وبدون أي مجهود وكأنها خرير ماء ... وبدأ المجلس كما رآه أول مرة واستغرق في المجلس وقال كما يقولون ... تم تختيم المجلس وبدأ صمتاً رهيباً لم يتحدث أحد ولا يُسمع غير أصوات الأنفاس تأتي على استحياء وكأنهم يكتمونها وتخرج منهم رغما عنهم بدأ الأخ الذي بدأ مجلس الذكر في أول مرة يسأل هذا الرجل فعرف صاحبنا هذا أنَّ الرجل صبوح الوجه هو الشيخ فكان السؤال : " ألا إنَّ لبعض أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها " تكلم الرجل وكأن الكلمات تخرج من فيه ومعها البلسم الذي يشفي كل أسقام الحضور اهتز كيان صاحبنا من داخله ... أُعجب بسرده وحديثه الشيق المقنع فقال في نفسه وتمنى أن يحادثه أو يوجه إليه أي عبارة أو حتى ينظر إليه ويراه وهنا تقع المفاجأة ويوجه إليه السؤال : " من منكم يعمل محاسباً " فيرد هو ويقول : " أنا " فيقول له أين تعمل ... أعمل في مؤسسة الكهرباء فيقول له إن مضاعفة الأجر عند الله ليس كحساباتكم ولكنها مضاعفة مستمرة " استراح عندما وجه إليه الحديث ثم قال في معرض حديثه : " بأنَّ الله سبحانه لم يقف عند الحمام أو دورة المياه ... فالله سبحانه وتعالى "وهو معكم أينما كنتم " يقشعر بدن صاحبنا ويقول أن هذا الرجل ليس بإنسان عادي ... كيف عرف موضوع دورة المياه وهو الذي لم يخبر أحداً أبداً من قريب أو بعيد فهذه الحادثة لم تحدث إلا له ... أيقن أنَّ هذا الشيخ ليس برجل عادي ولكنه شيء آخر ... بخلاف ما يعرف ... فقد كان في مخيلته أن هؤلاء الشيوخ للطرق الصوفية طويلي اللحى ومعهم السبح الكثيرة والعمامات الكبيرة وغير ذلك من التصور في معرفته للشيوخ والذي رأى على غير ما كان مصورا في ذهنه من هؤلاء الشيوخ ... وجد شابا جميلاً حديثه حلو المذاق منطقي الحجة ....
ثم يكون أمراً آخر نستأنفه معاً ... وإلى لقاء في حلقة أخرى ......

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أستأنف معكم ما وصل إليه صاحبنا بعد هذا الإحساس الذي شعر به .......

فبعد أن رأى هذا الوجه المنير وأنَّ هذا هو الشيخ بدأت تدور في ذهنه أشياء وتساؤلات عديدة ، كيف استطاع هذا الرجل أن يكون بهذه الجاذبية لكل من يجلس معه أو يحادثه ؟ وكيف استطاع أن يجمع هؤلاء الناس ؛ وهم على غير صلة أرحام بينهم ؛ على قلب رجل واحد ... يصغون حين يلتفت أو يتحدث ، كل أذانهم مشرأبة لما يقول وكل أعينهم لا تدور إلا حوله والنظر في وجهه ؟ تمنى في نفسه أن تكون له حظوة خاصة معه ... انتهى المجلس ونزل الجميع من منزل الأخ مصطفى حنفي ـ صاحب المنزل ـ وهبط صاحبنا معهم ... حاول أن يكون بجوار صاحب الوجه الصبوح ... مشى بجواره مباشرة لعله يوجه له حديثاً آخر يرضي به ما تطلع إليه ... وفعلاً لم يخب ظنه وعشمه فقد وضع يده عليه وحين أحس بهذه اليد تمس كتفه وكأن قد سرت في جسده لمسة نور مست كل أعضاء جسده اطمأن لهذا التفضل وهذه الأمنية والتي تحققت في التو واللحظة ، وجه له الحديث قائلاً : " خلينا نشوفك يا أستاذ " لم يستطع أن ينبت ببنت شفه أو يرد بأي قول متمنياً أن يحادثه ويسمع صوته الملائكي ، أحس صاحبنا بأن شيئاً قد بدأ يتغير فيه ... وكيف يكون ذلك بمجرد الحديث منه ... شعر بأن الجمال قد ملأ كل الكون ... الهواء الذي يتنفسه له روائح أخرى وطعم آخر غير الذي كان قبل ساعات قليلة ... رأى السماء وهو ينظر إليها وكأنه يراها لأول مرة ... الأشجار وكأنها تتراقص متمايلة بأغصانها طرباً لهذا اللقاء ... الناس وجوهها غير ما كان يراها وجوها مبتسمة ضاحكة ليس فيها أو عليها أي عبوس أو هموم الحياة ... بعد أن سمع هذا الصوت الشجي يحادثه وبعد أن دارت كل هذه الأشياء والأفكار بداخله رد عليه صاحبنا بقوله : " إن شاء الله يا مولانا " كانت هذه الكلمة قد خرجت منه بطريقة عفوية دون أن يعرف أو يعلم معناها وبدأت هذه الكلمة تلازمه طوال حياته فلا يقول له حين يتحدث معه إلا " يا مولانا " ... مضى صاحبنا مع باقي الأخوة لعودتهم إلى منازلهم .. سألهم : " أين تجتمعون مرة أخرى وفي أي يوم " أجابوه بأنَّ الاجتماع كل يوم أحد ويوم الخميس من كل أسبوع بمقر الزاوية الشاذلية بمنطقة الحصايا بمدينة أسوان وشرحوا له الطريق التي توصله إلى هناك .... وصل منزله وهو يفكر فيما مر به وما حدث معه وأخذ تفكيره ينشغل بهذا الرجل وهو الشيخ وما أحس به حين رآه أول مرة وحين حادثه وحين وضع يده على كتفه .... بدأ يستعد للتوبة النصوحة إلى الله تعالى ، وعزم في نفسه ألا يفعل شيئا يغضب الله سبحانه وتعالى .... اليوم الأربعاء ... الحمد لله غداً الخميس سوف ألقاه في المقر الذي قالوا لي عنه ... بدأ يعد الساعات والدقائق حتى جاء الموعد وذهب إلى الزاوية .... ولها قصة أخرى .....



عدل سابقا من قبل صلاح النجار في السبت أبريل 20, 2013 6:04 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح النجار
المدير العام
المدير العام
صلاح النجار


عدد المساهمات : 1357
تاريخ التسجيل : 14/02/2010

ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!!   ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!! I_icon_minitimeالسبت أبريل 20, 2013 2:50 pm

اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين

أستأنف معكم ....
ويواصل صاحبنا حديثه ويقول : " انتظرت يوم الخميس الموعود حتى رأيت نفسي أتهيأ للقاء هؤلاء القوم الذينحركوا سواكن قلبي اللاهي والمنشغل بما لا يفيد فكان كل همي أن أكون في الصفوف الأولى في كل شيء " تحركصاحبنا من منزله إلى مقر الزاوية وهي في منطقة تُسمى الحكروب بأسوان ، دخل وكله وجل وتوجُس خيفة من هذا العالم الجديد والمجهول بالنسبة له ، نظر إلى من يقابله من الأخوة فإذا هم يأخذونه بالأحضان وبكل حرارة اللقاء ... وكأن صدورهم مراجل أو قدور فوق نيران مستعرة ، أحس بهذه الصدور وهي تهدُر وتتنفس أنفاس هذا اللقاء الحار ، ولم يقتصر هذا العناق وهذه الأحضان على أحد بعينه ؛ ولكن كلٌ أخذ دوره وكأنهم قادمون من سفر بعيد لسنين طويلة لم يلقوا بعضهم البعض ، أحس صاحبنا ، من حرارة هذه الأحضان ومن سخونة اللقاء ، أنَّ هؤلاء القوم قادمون من عالم آخر ، ومن كواكب أخرى ، كيف يكون ذلك ، ولم يمض على فراقهم سوى بضعة أيام فقط وأحياناً بضعة ساعات ، ولما كان صاحبنا ، له خبرة وسابق معرفة بصدق المشاعر وكذبها ، من عمله في المسرح والتمثيل عرف بل أيقن ، أنَّ هذه الأحضان وهذا العناق هو بصدق المشاعر وحرارة اللقاء ، كيف تكون الأخوة التي تربطهم قد رسخَّتْ فيهم هذا الحب الجارف والذي قد لا يكونون في إدراك أو اهتمام لما يشعر به ، انجرف معهم في هذه الأحضان الدافئة واللقاء الملتهب ، وبدأ يقبل في أكتافهم كما يقبلونه كذلك ، التفت عن يمينه فإذا واحداً منهم يشير إليه بالجلوس ... جلس مكانه كما أشار إليه التفت مرة أخرى فإذا هو بجوار الشيخ أو ما أسميته ذو الوجه الصبوح ، رقصت كل فرائصي واهتزَّ كل كياني وبدأت ضربات قلبي في الإسراع وكأني أسمع دقاته ، استلمت يده وانحنيت عليها وقبلتها ... وهذه هي اليد الثالثة التي أقبلها في حياتي فمنذ كنت صغيراً وكان شهر رمضان يمثل لي شيئاً جميلاً وقد بدأت صيامه في سن مبكرة بالنسبة لأقراني أو إخوتي الذين يكبرونني بسنوات ، أعشق هذا الشهر وأحاول أن أكون من الملتزمين فيه بكل شيء ، وأيام أن كنت طالباً في الثانوية العامة كنت أحضر لقاءات كبار العلماء بعد صلاة التراويح بمسجد شركة كيما بأسوان وهو مسجد مشهور فكانت الشركة تستضيف هؤلاء العلماء لإلقاء الدروس والمحاضرات وأتذكر منهم وعلى رأسهم فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود ـ رحمه الله تعالى ـ والدكتور فتح الله بن بدران والشيخ صلاح إسماعيل وغيرهم الكثير طوال شهر رمضان الكريم وكذلك مشاهير المقرئين والمبتهلين فقد رأيت وسمعت في هذا المسجد المرحوم الشيخ سيد النقشبندي رحمة الله عليه ، ينشد ويبتهل وبدون ميكرفون وكأن صوته الملائكي يأتي من أعماق وبحور بعيدة تلفنا... وهذا الصوت يتهادى بروحانية عالية تشدنا بعيدا عن أي واقع وكنت أسمع صوته يملأ أركان الحوائط بالمسجد وكأنها تقول معه وتردد هذه الأهازيح وهذه الأريحيات ... وكان من بين ليالي الشهر الفضيل دعوة الدكتور عبد الحليم محمود ـ رحمه الله ـ وقد ألقى محاضرة قيمة بصوته الجميل وكنت أجلس بالقرب منه بعد منصة صغيرة أمامه وبعد انتهاء الدرس والمحاضرة قمت وبدون أن أشعر وأنحني على يد هذا العالم العارف بالله وحين لمست يده وكأنها قطعة من الحرير ألثمها بشفتي وهذه كانت أول يد أقبلها في حياتي ... أخذ صاحبنا يسترسل في ذكرياته وحكاياته ... ويقول : أما اليد الثانية فكانت أثناء دراستي بكلية التجارة بجامعة أسيوط في عام 1970 .. وقد دعاني أحد الزملاء لحضور ندوة أو محاضرة لأحد المشايخ وهو الشيخ حسين معوض وكما علمت من بعض الزملاء فهو شيخ طريقة من الطرق تُسمى الطريقة الخلوتية ؛ ذهبت إلى " جمنزيوم " الجامعة وهو المكان الذي ستكون به الندوة ، جلست في أحد المقاعد وبجواري زميلي وتعمدت أن أجلس في آخر الصفوف .. بدأ الشيخ يتحدث بكلام لم أفهمه فنظرت ببصري إلى الرجل فإذا بي أجد حول وجهه هالة من النور وكأنها ألوان الطيف حين نرش الماء في أشعة الشمس ، بدأت أقول في نفسي هذا من تأثير النظر الطويل في وجه الشيخ ، فبدأت في صرف النظر عنه وفركت عيني بكلتا يداي ونظرت إليه مرة أخرى وجدت نفس الهالة ولم تتغير ، حقيقة لفت انتباهي هذا المنظر فلم أغادر القاعة كما نويت قبل حضوري ـ وكان زميلي يتوقع ذلك ـ ولم أنتبه له وهو يدعوني للخروج ... انتهت المحاضرة ومشيت وراء الشيخ حتى دخل للصلاة بمسجد المدينة الجامعية (مبني د) ، سبقته بخطوات وقبل أن يدخل المسجد وقف وكأنه ينتظرني فمددت يدي للسلام عليه فإذا بي انحني وأقبل يد الشيخ حسين وكانت هذه هي اليد الثانية التي أقبلها في حياتي ... أعود لجلستي بجوار الشيخ ذو الوجه الصبوح وسلمت عليه وقبلت يده بصعوبة فقد حاول أن يشد يده قبل أن ألثمها بفمي ولكني سبقته وانحنيت عليها أقبلها ، شعرت براحة غريبة تسري في جسدي بعد ذلك ..... وكانت هذه حكاية أخرى .......

ما أجمل الرجوع إلى الله ... !!! سلسة بقلم صلاح النجار ( السادسة)

اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي الطاهر الزكي النقي الذي ملأت قلبه بنور جلالك وملأت عينه بنور جمالك وملأت سمعه بلذيذ خطابك الخاص المختص الكامل المكتمل الذي لا ينازعه في ذاتك أحد وعلى آله وصحبه وسلم تسليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستأنف معكم هذه الرحلة الإيمانية لصاحبنا الذي بدأ يسرد قصته مع التوبة ...
بعد أن تبين أنَّ هؤلاء القوم ليس بينهم صلات رحم أو قرابة ، ويحبون بعضهم البعض هذا الحب الجارف ـ وكما يقول ـ : " شعرت براحة تسري في جسدي حين قبلت يد الشيخ " ذو الوجه الصبوح" ... جلست مكاني ، بدأ مجلس الذكر كما سردت تفاصيله سابقاً ، فبدأوا بقراءة ما تسمى بالوظيفة الشاذلية ، وهي عبارة عن صلوات على حضرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، تبدأ ب "اللهم صلّ وسلم بجميع الشئون في الظهور والبطون على من منه انشقت الأسرار الكامنة في ذاته العلية ظهورا ، وانفلقت الأنوار المنطوية في سماء صفاته السنية بدورا" بدأت في القول مع هؤلاء الأخوة ، وبطبيعة الحال لم أكن حافظاً مثلهم ولم يكن هناك أي كتاب نقرأ منه ، كما يحدث الآن في مجالس الذكر ، ولكن بعد مجلس آخر حفظت هذه الصلوات ، وانتهى المجلس .
ذهبت إلى منزلي وأنا لا أصدق ما يحدث لي ، وشهر رمضان لم ينتهي بعد ، فنحن الآن في منتصف الشهر تقريباً ، تبدأ حياتي العادية في الانتظام ، ذهاب للعمل بمؤسسة كهرباء مصر ، ثم فجأة يتعلق قلبي للذهاب في رحلة للقاهرة ، بقصد زيارة سيدنا الحسين رضي الله عنه لا أعلم هذا الشعور الغريب الذي انتابني والشوق لهذه الزيارة رغم أني لم أذهب إلى زيارة مولانا ولي النعم رضي الله عنه قبل ذلك أبداً في خلال زيارتي للقاهرة سابقاً ، ذهبت وأستخرجت تذاكر من العمل للسفر ، وكان النظام في ذلك الوقت استخراج الاستمارات المجانية من العمل ، ثم نذهب إلى السكك الحديدية ونستخرج التذكرة بناء على هذه الاستمارة ولكل موظف أربعة استمارات في السنة لأي مكان في الجمهورية عن طريق السكة الحديد ، نويت على السفر إلى نجع حمادي ( لا ننسى أننا في شهر سبتمر 1974 ) ، فقد كان زميل لي قد تم تعيينه في مصانع الألمونيوم بنجع حمادي ، وقد أرسل لي خطاب يحثني على أن أذهب إليه كي أرى بنفسي العمل هناك ، حتى يمكنني أن أعمل معه ، وكان التعيين يتم في الحال ، بدون واسطة أو ما شابه ذلك .
نزلت محطة نجع حمادي ، ركبت سيارة شركة الألمونيوم ، كان الطريق طويلاً ونحن صائمون ودرجة الحرارة مرتفعة إلى حد ما ، المهم وصلنا إلى منطقة تسمى "هوّ"وهذه المنطقة هي التي سوف تكون مصانع الألمونيوم ، عبرتْ السيارة "الأتوبيس" الصحراء الجرداء في طريق غير ممهد بالأسفلت ، وقفنا أمام بنايتين ، هما كل ما رأيته من العمران ، ومن بعد العمارتين هناك على مرمى البصر وعلى مسافة 2 أو 3 كيلومتر تقريباً معدات وعمل جاد وحركة لتركيبات هذه المعدات للمصانع ، استقبلني زميلي ، مكثت معه يومين ثم عزمت على الذهاب إلى القاهرة من نجع حمادي .
ذهبت إلى محطة السكة الحديد والبلد الوحيد الذي به نظام الحجز من غير عواصم المحافظات هو نجع حمادي تسهيلاً للعاملين بالألمونيوم ، ذهبت لأصرف التذكرة بالاستمارة المجانية التي معي ، فقال المسئول لا يوجد أي أماكن بالقطار خالية ، وكان هذا القطار هو الوحيد المكيف والذي بنظام الحجز والذي يقف في نجع حمادي ، أُسقط في يدي ، كيف أذهب إلى القاهرة إذن ؟ جلست على كراسي استراحة المحطة ، ووضعت رأسي بين ركبتي وقلت في نفسي : " ياربي يعني لازم أتبهدل في الدرجة التالتة حتى بعد ما بقيت موظف والاستمارات ببلاش " وبدأت أفكر في سيدنا الحسين رضي الله عنه وكأنني أحادثه وأقول له إنني أريد أن أزورك وأريد أن أستقل القطار مكيف الهواء ، وإذا بمسئول التذاكر أراه مقبلاً علىَّ وينادي بصوت مسموع للجميع : " يا أستاذ ... يا أستاذ .. لقد اتصلت بمحطة قنا فوجدت لك كرسي خالي .." وأخذ مني الاستمارة وأعطاني التذاكر في هذه الأثناء كان القطار قد وصل إلى رصيف المحطة قبل أن يبحث عني موظف التذاكر ... المهم مكث القطار فوق رصيف المحطة أكثر من عشر دقائق حتى ركبت وجلست على المقعد الخاص بي وكانت جلستي بجوار رجل ... رأيت في وجهه النور والسماحة ... ثم ... مضى القطار ...
وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى ..
.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح النجار
المدير العام
المدير العام
صلاح النجار


عدد المساهمات : 1357
تاريخ التسجيل : 14/02/2010

ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!!   ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!! I_icon_minitimeالسبت أبريل 20, 2013 2:59 pm

اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين

ثم ... مضى القطار ...في طريقه إلى القاهرة ... كانت الساعة تقترب من الرابعة وبضع دقائق ، نظرت من النافذة فرأيت إبداع الخالق سبحانه وتعالى في تلك المروج الخضراء والتي يكتسي بها الوادي وكأنه يلبس حلة من سندس أخضر ، سبحان الله إذا ركبت القطار الآن لا ترى إلا كتلاً من الأسمنت ، تمر بك فأصاب أحيانا بالغثيان ، وأحياناً كثيرة ، بالغيظ ... كيف نسمح لأنفسنا أن ننقل الجبال بين بيوتنا ، وترى الآن رجالاً يبنون بيوتهم أو قصورهم وهم "يحسبون أنهم يحسنون صنعاً" وهم أشد الأعداء للإنسان ، فهذه الأرض الطيبة هي التي حرص عليها الأجداد من آلاف ومئات السنين ؛ وزرعوها وجلبت لهم الخير ، وكما قرأنا وعلمنا من أجدادنا أن مصر كانت مخازن للحبوب والقمح بصفة خاصة ، لحرص أهلها على عدم تلويث النهر ، وعلى عدم تبوير الأرض ، ونحن استبدلنا بدلاً من خير هذه الأرض الطيبة ، بيوتاً فارهة ، وبدأنا نمد أيدينا إلى الخارج نستجدي طعامنا ؛ وكما يقولون : " من لم يملك طعامه لا يملك حريته" ولذلك استحل تراب هذا الوطن إما خائناً يستفيد من تجويع هذا الشعب وإما أجنبياً مستغلاً ، يمتص دماء أبناء الوطن ، فزاد الفحس وزاد ثراء الخائنون ، وكبلتنا الديون ، وكثرت الفوضى ، فمن يملك يحكم ... نظرت إلى من كان بجواري ، رأيت رجلاً يتشح بالوقار وبهاء وجهه يشع منه نور الإيمان ، نظر إليَّ نظرة الأب والذي يريد أن يتحدث معي ، تعارفنا ، وأخذ يتحدث حديثاً حلواً جميلاً ، أذكر أن جُل هذا الحديث لم يخرج عن ذكر الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، طاب لي حديث الرجل وبدأت معه مستمعاً لا أُعَلِق على شيء سوى أنني أسمع له ، حتى حان موعد آذان المغرب ، تناولنا إفطارنا سوياً بما كان معنا من أطعمة .
بعد الانتهاء من الإفطار أدينا صلاة المغرب ثم غلب علينا النوم ثم استأنف حديثه معي بعد هذه الغفوة حتى حان موعد نزولنا بمحطة مصر ـ كما يسمونها ـ ودعني الرجل بكلماته الطيبة ونظراته الحانية ، ذهبت أبحث عن "لوكاندة" حتى استريح فيها .. نزلت بفندق بالفجالة أو شارع "كلوت بك" لا أذكر جيداً ولكن الذي أذكره أن المكان كان قريباً من ميدان رمسيس .
طلبت أن أسكن في حجرة مستقلة ليس معي أحد .. ثم خلال هذه الأيام قابلت أبناء عمومتي الذين يقطنون بالقاهرة ... ووجدت عمتى هناك .. لا أطيل عليكم هذه التفاصيل .. وقد ذكرتها لعلة تأتي فيما بعد ..
المهم قضيت حوالى أربعة أيام أو أكثر ... وحدثت أشياء كان لا يجب أن تحدث معي وبعد أن ذهبت لزيارة سيدنا الحسين رضي الله عنه وكذلك السيدة رضوان الله عليها ... حدثت هذه الأشياء ... عزمت على السفر وكان هذا هو آخر يوم في شهر رمضان ... في الصباح الباكر ذهبت إلى مسئول الحجز فقال لي أنه لا يوجد حجزاً إلا بالدرجة الأولى وسوف تدفع ما يعادل ثمن التذكرة مضاعفاً تقريباً فقلت له : " هل يمكن أن أستقل قطاراً عادياً بدون تكييف بهذه الاستمارات" فقال " بشرط ان تتنازل عن الدرجة الأولى وتقبل الدرجة الثانية العادية" فقبلت ذلك وجاء القطار ... وأجارنا الله وإياكم من هذا القطار الناس بعضها فوق بعض ... لم أستطع الصعود إلا من شباك صغير لدورة مياه .. حوض الغسيل ملئ بالمياه وأرضية هذا المسمى حماماً تغوص فيها الأقدام ، الرائحة لا تطاق ، وكنا في هذه الزنزانة أكثر من ثمانية أفراد محشورين ، يكاد الواحد منا أن يقف على قدم واحدة والأخرى ليس لها مكان ، قلت في نفسي : "أستطيع أن أقضي العيد ببلدنا" لم أصبر على الصيام ، فقلت أن الله سبحانه وتعالى قد رخص لك بالإفطار ، فأنت على سفر ، حاولت أن أستدعي أحداً من هؤلاء الباعة الذين أسمعهم فقط ينادون على أصناف الأطعمة أو الشاي فلم أستطع فإنَّ كل الطرق المؤدية إلى أحدهم مغلقة ومسدودة بالبشر والناس .
قررت الإفطار بأي شيء لم أجد سوى السيجارة معي ـ وكنت أدخن آنذاك ـ فأخرجت واحدة ثم أشعلتها ، وبدأت في التدخين حتى الرابعة عصراً أو أكثر وبدأ القطار في إخلاء هؤلاء البشر وبدأ الحشر يتلاشى تماماً ، جلست فوق مقعد الخشب لأول مرة منذ الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً ، تناولت كوباً من الشاى من أحد الباعة الجائلين بالقطار ... تقريباً اقترب القطار أو ترك محطة سوهاج .. قررت أن أنزل في بلدنا وهي بلدة صغيرة تقع بين نجع حمادي وأسوان ، القطار يقف في هذه القرية ... نزلت من القطار ... ذهبت إلى أبناء عمومتي بالقرية ... وكانت ليلة عيد الفطر .. وكان بعض الشباب في ذلك الوقت يحتفل في هذه الليلة أو المناسبات المشابهة يحتسون بعضاً من "البيرة" ... لم أذق طعم هذه "البيرة" من قبل فكنت أعتبرها أنها تقلل من احترام الرجل لنفسه .. وهذه لها مخزون في داخلي فقد كنت صغيراً لم أبلغ السادسة ، رأيت رجلاً يترنح وهو سكران ثم ألقى بنفسه في بركة قذرة وبدأنا نحن الأولاد نضحك عليه وعلى أفعاله وكلماته التي لم نفسرها أو نعرف معناها ، وفيما بعد علمت من خلال قراءاتي أنَّ سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه حرَّمَ الخمر على نفسه لأنه وجد رجلاً مخموراً يأتي العذرة "القاذورات" ويقربها من فمه فعندما يشم رائحتها يبعدها عنه ؛ من أجل ذلك المشهد لم يشرب الخمر قط ، ونأتي لما فعلوه أبناء عمومتي في تلك الليلة ، اثنان منهم اشتروا عددا من زجاجات "البيرة" وبدأوا يحتسونها الواحدة تلو الأخرى ، أثناء ذلك حاولوا معي وكأنهم يضيفوني .. فأبيت ذلك ، ثم حدثت مفاجأة لي .. أحسست فجأة بأن البول قد احتبس عندي وبدأت أتلوى من الألم بالكلى ، لم أبالي باديء الأمر حتى اشتد بي الألم واعتصرني ، ولا توجد وسيلة للمواصلات آنذاك ولا توجد إنارة بالكهرباء أو أي صيدليات إلا بالبندر ، ولمّا رأى أبناء العمومة ذلك أحضروا زجاجة من "البيرة" فشربت منها جزءاً ثم بعدها مباشرة ذهبت إلى الحمام وكأن نهراً قد انطلق مني ... لماذا سردت هذه القصة لأنها لها دور هام عند مقابلتي لفضيلة مولانا الشيخ أحمد أبوسليم لأول مرة في منزله رابع أيام العيد بعد أن ذهبت إلى أسوان .. وهذه قصة أخرى ... وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى .

كان هذا اليوم هو رابع أيام عيد الفطر للعام 1974 وأتذكر أنه كان يوم السبت .. سألت عن أحد الأخوة "أحمد"وهو الذي حضرت بمنزله أول لقاء مع هؤلاء القوم ... بمنطقة مساكن السد العالي ... ذهبت إلى الشيخ إبراهيم عبد الرحمن فقابلت ابن اخته .. صبي في الثانية عشرة من عمره تقريباً ، فقال لي أن خالي ذهب مع الأخ أحمد إلى أسوان ليزوروا الشيخ ... قلت له : " هل يا أحمد أنت تعرف منزل الشيخ" قال لي : "نعم" .. ركبنا قطار السد العالي وهو ما يسمى بالبخارية ...بدأ الصبي يصف لي منزل الشيخ ... وقلت له : "أرجوا أن تذهب معي وتريه لي" فوافق على ذلك ، نزلنا بمحطة كيما أو السيل فهي أقرب لمستعمرة الحديد والصلب وهي منطقة سكنية لعمال وموظفي شركة مناجم الحديد والصلب بأسوان وأقرب حي لهذه المستعمرة هي منطقة السيل الجديد أو السيل العمارات كما يطلقون عليها ... مشينا حوالي كيلومتر حتى وصلنا إلى منزل الشيخ ... تركني الصبي وذهب عائداً ليستقل القطار العائد للسد العالي .. بدأت اعتلي درجات السلم ... ففضيلة مولانا الشيخ يسكن بالدور الثلث كما علمت من الصبي .. وضعت يدي بجرس الباب وبسرعة غير عادية وكأن الشيخ ينتظر خلف الباب ؛ فقد فتح لي الباب مباشرة دون أن أنتظر بضع ثواني .. أدلفت داخلاً إلى شقة الشيخ ... وأشار لي بأن أدخل ... مرحباً هاشاً باشاً .. لم أصدق نفسي أن هذا هو الشيخ وإنني أجلس معه وجهاً لوجه .. دخلت الحجرة من ناحية اليمين بعد المدخل مباشرة ... جلست فوق "كنبة " منجدة بمرتبة من القطن وخلفها وسائد ، فكنت مواجها لسيادته ... لأنه جلس في الكنبة المقابلة لي .. بعد أن رحب بي مرة أخرى ترحيباً حاراً ، قال لي : "هل يصح يا أستاذ أن يكون واحداً مريضاً بالكلي مثلي .. ويشرب بيرة .. دون أن يستشير الطبيب" ... حقيقة أسقط في يدي لم أتمالك نفسي ... تذكرت ما حدث بالبلد وما فعلته مع أبناء عمومتي حين احتبس البول عندى وأصبت بالمغص الكلوي ... ردد هذه المقولة أكثر من مرة .. وإنني أصف لكم ما شعرت به آنذاك ... فقد أحسست أنَّ حوائط الحجرة تضيق بي وتقترب من أضلاعي وتطبق عليها ، وأحسست بأني بين فكي الرحى أو بين فكي أسد يريد أن يلتهمني ... بدأ العرق يتصبب من كل جزء من جسدي ـ رغم اعتدال الطقس ـ كل محاولاتي حتى أستعيد توازني كلها باءت بالفشل ... من يكون هذا الرجل وهل يعلم الغيب .. والذي كنت كما يعتقده الكثير من الناس أن هذا الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه .. كل هذه الخواطر تمر بي .. مر الوقت وكأنه دهر كامل .. هذه المحادثة لم تستغرق سوى أقل من ربع الساعة ... حاولت ان أجفف سيل المياه الذي ينحدر من جسدي وعلى جبيني دون جدوى .... وبدأت كل أوصالي ترتعد وجسدي كله وكأنني قد أصبت بالحمى ... ذهب الشيخ إلى داخل المنزل ... تنفست الصعداء بعض الشيء ... لم يستغرق وجوده بالداخل إلا بضع دقائق ... ورأيته يحمل وسادة "مخدة" وأشار لي أن أنام ترددت كثيراً ـ خجلاً ـ رغم أني أشعر بالنعاس بين عيني ، قال لي بالحرف الواحد : "اسمع اللي يجي بيتي هنا ياخد راحته" ... لم أتردد بعد ذلك وفعلاً أخذت استعدادي للنوم ... لم أشعر بشيء إلا بعد ثلاث ساعات تقريباً.. لأجد الشيخ جالساً أمام "طبلية" على الأرض وعليها أطايب الطعام ... فتحت عيني لأجد هذا المشهد .. وقال لي :"انزل عشان تتغدى" نزلت فعلاً وجلست أمامه ... وأثناء ذلك ... يطرق الباب ويدخل الشيخ إبراهيم ومعه الأخ أحمد ..يشير لهم الشيخ بالجلوس آمراً إياهما بتناول الغداء معنا ... بدأ الأخ أحمد يهذي ببضع كلمات لم أفهم ماذا يقول أو ما يريد ولم ألق بالاً لما يهذي به من كلمات غير مفهومة ... تناولنا طعام الغداء ، وكأنني لم آكل منذ أيام وليس اليوم فقط .. ألح الشيخ بأن نأخذ راحتنا في الأكل .. ... وهذه قصة أخرى ..
وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى .
ما أجمل الرجوع إلى الله ... !!! سلسة بقلم صلاح النجار ( الأخيرة)

اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين
أستأنف معكم رحلة صاحبنا وجمال رجوعه إلى الله ...
بدأ الشيخ في إطعامنا بيده الواحد تلو الآخر لثلاثتنا ، حقيقة كان هذا الطعام من أجمل وألذ ما أكلت ... نظر إلىَّ نظرة جعلتني أشعر بأن هذا الرجل ليس إنسانا عادياً ، ولتقل معي إنها نظرة يحفها الحنان ، وكأنه يُخْرِجُ من عينيه شعاعاً يسري في جميع أوصالي .
انتهينا من تناول الغداء وطلبنا الإذن بالانصراف ، فإذن لنا وودعنا حتى الباب ويردد : "مصحوبين بسلامة الله وحفظه" ، ذهبت إلى منزلي وأنا أفكر فيما حدث لي اليوم ؛ كيف علم بما حدث لي في بلدتنا ، وهل فعلاً أعطاه الله علم الغيب والذي لا يعلمه إلا الله سبحانه ؟؟؟ أسئلة كثيرة تواردت بخاطري لم أجد لها أي إجابات !!! .
ومرت بضعة أيام وسألت أحد الأخوة ، كيف لي أن أكون مثلكم ؟؟ وهل أستطيع أن أصل إلى هذا الحب الذي تعيشون فيه بينكم ، وكيف لي أن أكون أخوكم في الله ، تذكرت ما حدث لي منذ عدة أشهر وقد كنت أردد بيني وبين نفسي وأدعو الله سبحانه أن يرشدني إلى طريق الصواب ؛ وكنت قد ذهبت إلى جماعة رأيت فيهم أنهم هم من المسلمين الملتزمين بتعاليم الإسلام ، ويطلقون على أنفسهم " جمعية أنصار السنة " ، جلست معهم ـ منذ أكثر من ستة أشهر كما أسلفت ـ حوالي مرتين أو ثلاثة ، لم أشعر بأي تغيير يحدث لي ثم انصرفت عنهم لما وجدته من اهتمامهم بالشكليات وعبادة الأجساد وليست تغيرات القلوب ، لمّا أراد الله لي سبحانه أن أتعرف على هؤلاء القوم هيأ لي الأسباب ، وجدت من أول يوم جلست معهم هذا التغير في كل حياتي ، لم أفكر في شئ إلا هؤلاء القوم وما أحدثوه لي من الحب لكل البشر ؛ شكل الدنيا عندي قد تغير وتبدل ، لم أر أحداً من الناس على خطأ ، كنت أهيم في الشوارع أنظر للناس وكأنني أراهم لأول مرة ، أهذا هو الحب الذي كان يحدثني عنه الإخوان ، أن أرى الجمال في كل شيء ؟؟ أن أنظر إلى هذه الأشياء وهي توحد الله بلسان حالها !! أن أرى نفسي حقيرة كلما تحدثني في شيء أقول لها إياك أن تخدعيني ؟؟ أحقاً هذا هو الإيمان ؟؟.
أخبرني أحد الإخوان بأن أطلب من الشيخ أن يعطيني العهد أو القبضة كما يسمونها ، وقال لي : "لا تقل أن أحداً قد أخبرك بذلك" قلت له : "وهو كذلك" ، اشتقت لهذا اليوم ، ترقبت حلول يوم الخميس حتى أطلب من الشيخ العهد ؛ ذهبت إلى الزاوية والتي يقام بها مجلس الذكر أو مجلس الصلوات ... أهلَّ علينا الشيخ بطلعته البهية ووجهه المنير ، رأيته كالبدر يتلألأ نوراً وبشراً ، لم أره مقطباً جبينه أو عابساً ، رأيته مبتسماً حانياً لكل من يسلم عليه .
جلست أمامه مباشرة على الأرض ـ فكلنا نجلس على الأرض على شكل حلقة دائرية ـ مددت يدي إلى يده ، أسلم يده لي وقلت له : " يا مولانا أريد أن آخذ العهد" فقال لي : " من أخبرك بذلك" قلت : "لا أحد ولكن أريد أن اكون من الإخوان " أمسكت بيده ، شعرت بحرارتها ، وما أطيب ريحها ولينها ، وكان معي أحد الأخوة جاء مسرعاً ومد يده ممسكاً بيد الشيخ أيضاً وتعاهدت مع الشيخ وأخي الذي بجواري .. وأخذ يردد فضيلته ونحن نردد وراءه فيقول :"أستغفر الله العظيم .. أستغفر الله العظيم ونحن نردد وراءه مثلما يقول ... حتى قال : " تعاهدتم على تقوى الله ... قبلتم " فنقول : "قبلنا" ويقول : "قبلتم " وقالها ثلاثاً ثم قال : " وتحضرون المجلس إلا لعذر شرعي وتحافظون على الأوراد الشاذلية على مدد مولانا أبي الحسن الشاذلي" ثم قال اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد وأنت خير الشاهدين ... اللهم وفقهم إلى ما تحب وترضى".
بعد أن انتهى من تلقين العهد لنا رأيت دموعي تنهمر مني وكأنها سيلاً عارماً ، لم أشعر بمن حولي وكأني في عالم من الخيال أو المثال ، ثم انقض عليَّ الإخوان يعانقونني ويهنئوني ، رأيت في عيونهم هذه الفرحة وهذا السرور وكأن عزيزاً لدى كل واحد منهم قد جاء من سفر بعيد ، وكعادتهم دائما بين بعضهم البعض ، تعانقوا مرة أخرى وبحرارة لم أتعجب منها هذه المرة .
أقيم مجلس الذكر وأحسست بإحساس لم اشعر به من قبل ، فقد حلقتْ روحي إلى أعلى وأعلى وكنت أثناء المجلس أطير في الهواء ... نعم لقد لمست وتذوقت حلاوة التوبة .. وحلاوة الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى .... فما أجمل الرجوع إلى الله ... وما أجمل أن تتوب إليه وتنيب وترجع بعد طول غياب ... الله ... الله ... الله .
وأسألكم صالح دعاؤكم
"انتهى"



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح النجار
المدير العام
المدير العام
صلاح النجار


عدد المساهمات : 1357
تاريخ التسجيل : 14/02/2010

ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!!   ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!! I_icon_minitimeالسبت أبريل 20, 2013 3:03 pm

PM #5
الصورة الرمزية نوارا حسين
نوارا حسين متواجد حالياً مشرفة عام

تاريخ التسجيل
Jun 2011
المشاركات
2,008


أوسمة العضو
مجموع الأوسمة: 1
مجموع النقاط: 1


المشرفة المميزة عدد النقاط الممنوحة للعضو عند منحه هذا الوسام: 1


افتراضي

نعم أخى الكريم فأنك تذوق وتتذوق حلاوة لم تذقها من قبل من حلاوة الايمان

وحلاوة أحلى من شهد الرضاب وتنساب دموعك بلا سبب دموع فرحة

.حتى اذا تذوقت هذه الدموع فلن تجدها ملحية ولكنها بها عذوبة جميلة .

هى حلاوة الايمان والرجوع الى الله .عشنا معك الرحلة المباركة ورددنا العهد معكم

وأكلنا مما أكلتم وشربنا مما شربتم وشمت أنوفنا عبير المسك من يد مولانا الامام

ولى الله سيدى أحمد أبو سليم رضى الله عنه وأرضاه .فشكرا شكرا أخينا الكريم على أن جعلتنا نعيش هذه الرحلة المباركة بكل تفاصيلها ونفحاتها .

بارك الله فيكم ونفع بكم ورضى الله عن سادتنا أهل البيت وجدهم وعن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة أجمعين وعن الانصار واهل بدر وكل المسلمين .
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما أجمل أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ...!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رسول الله علمنا يمين الله سلمنا .. أحمد علاء والأحباب
» الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله عليه وسلم للقاضي يوسف النبهاني رضي الله عنه
» أقوال علماء المذاهب الأربعة في حكم زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
» رسالة رسول الله صل الله عليه وسلم لامته
»  يارسول الله أجرنا .. الغوث رسول الله ..alamgad1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم  :: إبداعات الأعضاء :: التوبة والإنابة إلى الله-
انتقل الى: