منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم |
سادتي الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعتذر لكم جميعاً عن تأخري في الدخول للمنتدى والمشاركة والمساهمة لأسباب شخصية والحمد لله الذي عافانا منها .... ولكم التحية والتقدير صلاح النجار
الوصية : من أحمد بن محمد سليم الشاذلي إلي جميع الإخوان فـــــي الله .كونوا لله قوّامين والناس نيام ، كونوا له ساجدين باكيــــــن وإياكم وشهوة الحديث في خلق الله ، إنها آفةٌ لا تبقي ولا تــــذر من الحسنات ، ولا تفرح بمن يمدحك ، ولا تغضب ممن يذمـــك . واعلم أنك سوف تحاسب وحدك وتنازع سكرات الموت وحدك وتلقى جزاءك وحدك ، إذن فمالك ومال الخلق ، واحتــرس مـن الموت فإنه يفاجئك وكن حذراً ولا تمت إلا وأنت مسلم ، وإذا أردت الخيرَ كلَّه فَعَلَيكْ بِحُبِ أهل بيت المصطفى " صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم" ، إنَّه والله لأْمَان من الفزعِ الأكــــــــبر إذا الناس فزعوا والجنة أورثها لهم . فصلوات الله على جدهــم . أحمد بن محمد سليم يونس الشاذلي خادم محبين حضرة النبي" صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم"
إلى شعب مصر العظيم ... نقول لكم لقد ضربتم
المثل الأعلى في الرقي والحضارة وأنكم شعب
لا مثيل له من بين
شعوب العالم وأنكم دائما الشعب رقم واحد ونجحت ثورتكم للمرة الثانية ، واستردت من طيور الظلام .
|
|
| الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله عليه وسلم للقاضي يوسف النبهاني رضي الله عنه | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
صلاح النجار المدير العام
عدد المساهمات : 1357 تاريخ التسجيل : 14/02/2010
| موضوع: الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله عليه وسلم للقاضي يوسف النبهاني رضي الله عنه السبت يونيو 22, 2013 3:16 am | |
|
:: كتاب :: الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله عليه وسلم للقاضي يوسف النبهاني رضي الله عنه قال المؤلف رحمه الله تعالى : آل طه ياآل خير نبى جدكم خيرة وأنتم خيـــار أذهب الله عنكم الرجس أهل ال بيت قدما فأنتم الأطهـــار لم يسل جدكم على الدين أجرا غير ود القربى ونعم الإجــار حبكم جنة لكل فؤاد فيه حب الأصحاب والبغض نار رضى الله عنكم وأنتم النور فيكم وإن أبى الكفـــار " المؤلف " * * * * بسْم اللهِ الرحمنِ الرحيم وصلى الله تبارك وتعالى على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله . الحمد لله الذى طهر أهل بيت نبينا من كل رجس وآتاهم من لدنه فضلا كبيرا , فقال تعالى : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .) والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوت من أفضل قبيلة وأكرم فصيلة , وعلى آله الأشراف السادة , وأصحابه الأئمة القادة . إن من أهم الأمور الدينية , وآكد العقائد:فيقول الفقير إلى ربه يوسف بن إسماعيل النبهانى عفا الله تعالى عنه :أما بعد الإسلامية اعتقاد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من كل ملك ورسول وأصوله وفروعه أشرف فروع وأصول كيف لا وقد اتصلت بنسبه أنسابهم , وارتبطت بحسبه أحسابهم , فهم منه وإليه , وأقرب الناس لديه , ولا ريب في أن محبته صلى الله عليه وآله وسلم فرض على كل موحد , مجتهد أو مقلد , وبحسب زيادتها ونقصانها تكون زيادة الإيمان ونقصانه , ومن ادعى الإيمان بدونها فقد عظم نفاقه وبهتانه , ومن محبته عليه الصلاة والسلام محبة من اتصلوا به , ورجعت أنسابهم كآبائه وأبنائه إلى نسبه . أما آباؤه فقد انقضت أعصارهم , وبقيت أخبارهم , فمن ادعى محبتهم لأجله فلا تثريب عليه , وتسلم دعواه إليه , إذ لا دليل على بطلان دعواه , ويوكل أمر باطنه إلى الله , وأما أبناؤه فهم بركة هذه الأمة , الكاشفون عنها من غياهب الكون كل غمة , فلا بد وأن يوجد فى كل عصر طائفة منهم يدفع الله بها عن الناس البلاء , فإنهم أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء فمن عاصرهم وادعى محبتهم بزخارف أقواله , ولم يقم على دعواه البراهين من محاسن أفعاله فدعواه فاسدة باطلة , ومن حلى الصحة عاطلة , هذا إذا لم يؤذهم بقلم ولا لسان , ولم يشر إلى تنقيصهم بعين ولا بنان, أما من فعل ذلك وادعى محبتهم فلا أحسبه إلا مجنونا , وبدينه مفتونا . ومن هذا القبيل ما وقع فى عصرنا فى القسطنطينية سنة سبع وتسعين ومائتين وألف هجرية من قوم جهال , غرقوا من أحوال البغضاء لآل محمد فى أوحال فأخذوا يتأولون بجهلهم ماورد من الآيات والأخبار فى فضل أهل بيت النبوة , ومعدن الرسالة , ومهبط الوحى , ومنبع الحكمة , ويخرجونها عن ظواهرها بأفهامهم السقيمة , وآرائهم الذميمة , ومع ذلك فقد زعموا , أنهم لأهل البيت من أهل المحبة والوداد ولم يعلموا أنهم هائمون من الخذلان فى كل واد ولما أراد الله سبحانه تمام غوايتهم قدر لهم الاطلاع على كتاب نوادر الأصول للحكيم الترمذى وقد أتى فيه رضى الله عنه بتفسير قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وقوله عليه الصلاة والسلام : " إنى تارك فبكم الثقلين : كتاب الله , وأهل بيتى عترتى " الحديث . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " النجوم أمان لأهل السماء , وأهل بيتى أمان لأهل الأرض " . بأقاويل ظاهرها مخالف لما عليه جمهور العلماء , فزعم أن الآية الكريمة خاصة بالزوجات الطاهرات أمهات المؤمنين , وشنع على من ذهب إلى غير ذلك من المفسرين . وأغرب من هذا دعواه فى الحديث الأول حديث الثقلين أن المراد من أهل البيت فيه الأئمة , وفقهاء الأمة . ومثله غرابة أو أغرب زعمه فى الحديث الثانى أن أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم فيه هم الأبدال لا الذرية , ومنع أن تكون فى العنصر الطاهر هذه المزية , وإنى على يقين من أنه رحمه الله على تقدير ثبوت ذلك عنه , وتحقق صدوره منه , مع استبعاد صحة نسبته إليه وقرب احتمال دسه عليه ,لم يقصد به إلا إحقاق الحق على وجه السداد , بحسب ما أداه إليه الاجتهاد وأرجو أن لا يلحقه بذلك عتاب , وأن لا يفوته على نيته الثواب , فإنه نفعنا الله به من مشاهير الأئمة ومصابيح هذه الأمة , ولعله كان فيما أتي به معذورا , وقد كان ذلك فى الكتاب مسطورا . وعلى كل الحال فقد تم العمل , وسبق السيف العدل , فأخذ أولئك المخذولون عبارته رحمه الله وصاروا يروجون بها بضاعتهم الكاسدة , ويصلحون بها عقائدهم الفاسدة , ويتمشدقون بها فى مجالس إخوانهم العوام , ويفهمونهم ان لا فرق بين العترة الطاهرة وبين أحد من أهل الإسلام , فلما شاع أمرهم المذموم , وفشا سر ضلالتهم المكتوم , حملنى على تزييف مدعاهم الباطل الفاسد , وهدم ما استندوا إليه من واهيات القواعد , أمر شريف صدر من أحد أجلاء العصابة المصطفوية , وافق منى بواعث قلبية , ومدعاهم وإن كان بديهى البطلان ، لا يرتاب فيه أحد ممن شم رائحة الإيمان , وقد يقال : لا حاجة إلي إبطال الباطل وما هو إلا من قبيل تحصيل الحاصل , فهو منكر وإنكار المنكر واجب , وإماطة البدعة عن المسلمين ضربة لازب . فجمعت هذا الكتاب من كتب الأئمة الأعلام , ونقلت فيه أنموذجا من الكتاب والسنة والاثار فى فضل آله عليه الصلاة والسلام , ولم أقصره على رد تلك الأقاويل الفاسدة , لتتم به الفائدة , وسميته : الشرف المؤبد لآل محمد . وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم , أن ينفعنى به والمسلمين , ويحشرنى تحت لواء سيد المرسلين فى زمرة المحبين له ولآله الطاهرين , وأرجو من أهل العلم والفهم أن يعذرونى فى عدم استيفاء الكلام , ويغتفروا لى زلة القلم إن عثروا عليها فقلما سلم أحد من زلة الأقلام , ورتبته على ثلاثة مقاصد وخاتمة . المقصد الأول : فى الكلام على آية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ) وحديثى " إنى تارك فيكم الثقلين ... وأهل بيتى أمان لأمتى " . المقصد الثانى : فى الكلام على شرفهم ومزاياهم وما اختصهم الله به دون من عداهم . المقصد الثالث : فى الكلام على ما فى حبهم وتوابعه من الفوز العظيم , وما فى بغضهم وتوابعه من المرتع الوخيم . الخاتمة : فى بيان فضل الصحابة وأن محبة آل البيت لا تجدى نفعا إذا خالطها بغض أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . * * * * المقصد الأول " " وهو الحامل على جمع الكتاب فى الكلام على آية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّه ) وحديثي : " إنى تارك فيكم الثقلين ... وأهل بيتى أمان لأمتى . قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى فى تفسيره : يقول الله تعالى : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ السوء والفحشاء ياأهل محمد ويطهركم من الدنس الذى يكون فى معاصى الله تطهيرا . وروى عن أبى زيد أن الرجس ههنا الشيطان . وذكر الطبرى بسنده إلى سعيد بن قتادة أنه قال قوله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء وخصهم برحمة منه . وقال بن عطية : والرجس اسم بقع على الإثم والعذاب , وعلى النجاسات والنقائص , فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت وقال الإمام النووى : قيل هو الشك , وقيل العذاب , وقيل الإثم . قال الأزهرى : الرجس اسم لكل مستقذر من العمل وغيره .
يتبع إن شاء الله
| |
| | | صلاح النجار المدير العام
عدد المساهمات : 1357 تاريخ التسجيل : 14/02/2010
| موضوع: رد: الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله عليه وسلم للقاضي يوسف النبهاني رضي الله عنه السبت يونيو 22, 2013 3:20 am | |
|
تابع : من هم أهل البيت ؟ واختلف المفسرون فى أهل البيت فى هذه الآية , فذهبت طائفة منهم أبو سعيد الخدرى وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة , وغيرهم كما نقله الإمام البغوى وابن الخازن وكثير من المفسرين إلى أنهم هنا أهل العباء وهم : سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين رضى الله تعالى عنهم . وذهب جماعة منهم العباس وابن عكرمة إلى أنهم أزواجه الطاهرات صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قال هؤلاء الآيات كلها من : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ) إلى قوله (إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) قوله :منسوق بعضها على بعض فكيف صار فى الوسط كلام لغيرهن وأجاب عن هذا القائلون بأن المراد أهل العباء بأن الكلام العربى يدخله الاستطراد والاعتراض وهو تخلل الجملة الأجنبية بين الكلام المتناسق كقوله تعالى (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ) فقوله (وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) جملة معترضة من جهة الله تعالى بين كلام بلقيس (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) أى فلا أقسم بمواقع النجوم إنه لقرآن وما بينهما اعتراض على اعتراض وهو كثير فى القرآن وغيره من كلام العرب وقد ثبت من طرق عديدة صحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء ومعه على وفاطمة وحسن وحسين قد أخذ كل واحد منهما بيد حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد على فخذه ثم لف عليهما كساء ثم تلا هذه الآية : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " وفى رواية " اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدى فقلت وأنا معكم يا رسول الله فقال إنك من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم على خير " . " وروى أحمد والطبرانى عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنزلت هذه الآية فى خمسة فىَّ وفى علىٍّ وحسن وحسين وفاطمة وروى من طرق عديدة حسنة وصحيحة عن أنس رضى الله تعالى عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان بعد نزول هذه الآية يمر ببيت فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول الصلاة أهل البيت إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " وعن أبى سعيد الخدرى أنه صلى الله عليه وآله وسلم جاء أربعين صباحا يعنى بعد نزول هذه الآية إلى باب فاطمة يقول السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته الصلاة رحمكم الله إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وعن ابن عباس سبعة أشهر وهذا نص منه صلى الله عليه وآله وسلم على أن المراد من أهل البيت فى هذه الآية هم الخمسة , قالوا ولو كان أراد الزوجات الطاهرات لما قال : (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ _ وَيُطَهِّرَكُمْ ) بضمير جمع الذكور , بل كان اللازم أن يقال ليذهب عنكن ويطهركن , فأجابوا عن هذا بأن التذكير باعتبار لفظ الأهل فإن لفظه مذكر ولهذا قال : (عَنْكُمُ _ وَيُطَهِّرَكُمْ ) والجمهور على أن المراد من أهل البيت فى الآية ما يشمل الفريقين معا عملا بجميع الأدلة , قال المقريزى : ومن حجة الجمهور قوله : بالميم .(عَنْكُمُ _ وَيُطَهِّرَكُمْ ) ولو كان المراد النساء خاصة لكان عنكن ويطهركن , وقال بن عطية : والذى يظهر لى أن زوجاته لا يخرجن عن ذلك ألبتة فأهل البيت زوجاته وبنته وبنوها وزوجها . وقال النسفى : وفيه دليل على أن نساءه من أهل بيته وقال :( عنكم) لأنه أراد الرجال والنساء من آله بدلالة ( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وعليه الزمخشرى والبيضاوى وأبو السعود , وهو كذلك فى معالم التنزيل للإمام البغوى وفى الرواية التى ذكرها عن أم سلمة " فقلت ألست منهم يا رسول الله ؟ قال بلى " وقال الفخر الرازى بعد الكلام ثم إن الله تعالى ترك خطاب المؤنثات وخاطب بخطاب المذكرين بقوله " لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ" ليدخل فيه نساء أهل بيته ورجالهم . واختلفت الأقوال فى أهل البيت , والأولى أن يقال هم أولاده وأزواجه , والحسن والحسين منهم , وعلىِّ منهم , لأنه كان من أهل بيته بسبب معاشرته بنت النبى صلى الله عليه وآله وسلم وملازمته له اهـ . وذكر بن جرير فى تفسيره خمس عشرة رواية بأسانيد مختلفة , فى أن أهل البيت فى الآية , هم النبى صلى الله عليه وآله وسلم وعلىِّ وفاطمة وحسن وحسين , ثم أعقبها برواية واحدة فى أن المراد زوجاته الطاهرات صلى الله عليه وآله وسلم . ورأيت الإمام الجليل خاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطى فى تفسيره الدر المنثور قد صدر الكلام عند تفسير هذه الآية بثلاث روايات , فى أن أهل البيت فيهم هم أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم ؛ وأعقبها بعشرين رواية من طرق مختلفة , فى أن المراد منهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم وعلىِّ وفاطمة والحسن والحسين , منها ما أخرجها ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانى وابن مردويه عن أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وآله وسلم " أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان فى بيتها على مقامة له , عليه كِسَاءٌ خَيْبَرِيٌّ فَجاءت فَاطِمَةُ ببرمة فيها خَرِيزَة ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ادْعِى زَوْجُكِ وَابْنَْكِ حسناً وحسيناً ،فَدَعَْتُهُمْ ، فبينما هم يأكلون اذ نزلت على النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " فأخذ النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بفضلة فغشاهم إياها ثم أخرج يده من الكساء وألوى بها إلى السماء ثُمَّ قَالَ : اللهم هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَحَامَتِي " . وفى رواية : " وخاصتى فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا , قالها ثلاث مرات , قالت أم سلمة فأدخلت رأسى فى الستر فقلت يا رسول الله أنا معكم , فقال إنك إلى خير مرتين " . ومنها ما أخرجه ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم عن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها قالت : " خرج النبى صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود , فجاء الحسن والحسين فأدخلهما معه , ثم جاءت فاطمة فأدخلها معه ثم جاء علىِّ فأدخله معهم , ثم قال : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " . ومنها ما أخرجه ابن أبى شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانى والحاكم وصححه والبيهقى فى سننه عن واثلة بن الأسقع قال :"جاء رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إلى فاطمة ومعه علىِّ وحسن وحسين , حتى دخل فأدنى عليِّا وفاطمة وأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه ثم تلا هذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وقال اللهم هؤلاء أهل بيتى , اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا مِنْ أَهْلِكَ ؟ قَالَ : " وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِي " قَالَ وَاثِلَةُ : إِنَّهُ لأَرْجَى مَا أَرْجُوهُ . وذكر الإمام الواحدى فى كتابه أسباب النزول الخلاف , وذكر فى كل روايتين غير أن صدر الكلام بقوله عن عطية عن أبى سعيد : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . أنزلت فى خمسة : فى النبى صلى الله عليه وآله وسلم , وعلى وفاطمة والحسن والحسين , وثنى بقوله عن أبى رباح قال : حدثنى من سمع أم سلمة تذكر وسرد الرواية التى تقدمت عن الدر المنثور ثم ذكر الروايتين الأخريين فى أنها نزلت فى الزوجات الطاهرات , وجعل فى تفسيره الآية شاملة للفريقين جمعا بين الروايات وكذا النيسابورى ذكر فى تفسيره شمولها للفريقين , وذكر فى كل روايات غير أن فى روايته عن أم سلمة : "فقلت وأنا منهم ؟ فقال نعم " . ثم قال : قال مقاتل : أزواج النبى صلى الله عليه وآله وسلم داخلات فى حكم هذه الآية , وإذا اجتمع المذكر والمؤنث فى موضع غلب المذكر على المؤنث ولهذا قال : ( عنكم - ويطهركم ) وقال المقريزى : والذى يظهر من الآية أنها عامة فى جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم , وإنما قال (ويطهركم ) لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليا وحسنا وحسينا كانوا داخلين فيهم , وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر , فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت يدل عليه سياق الكلام . ثم قال ويروى حديث أم سلمة : " أدخلت رأسى فى الكساء وقلت وأنا منهم ؟ فقال نعم " . وقال المحقق ابن حجر فى الصواعق : إن المراد بالبيت فى الآية ما يشمل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم وبيت سكناه فتشمل الآية أزواجه عليه الصلاة والسلام . وقال الثعلبى : قيل هم بنو هاشم , فهذا يؤول على أن البيت المراد به بيت النسب , فيكون العباس وأعمامه وبنوأعمامه منهم , وهو قول زيد بن أرقم كما فى الخازن وغيره . وأعم من هذا ما ذكره العلامة الخطيب فى تفسيره فقال : وأختلف فى أهل البيت والأولى فيهم ما قاله البقاعى أنهم كل من يكون من ألزام النبى صلى الله عليه وآله وسلم من الرجال والنساء والأزواج والإماء والأقارب , وكلما كان الإنسان منهم أقرب وبالنبى صلى الله عليه وآله وسلم أخص وألزم كان بالإرادة أحق وأقدر اهـ . إذا علمت هذا تعلم أن مذهب جمهور المفسرين شمول الآية للفريقين أهل العباء وأمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . وقال شيخ الصوفية , وإمام العارفين الشيخ الأكبر سيدى محيى الدين بن العربى رضى الله تعالى عنه فى الباب التاسع والعشرين من الفتوحات المكية : ولما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبدا محضا قد طهره الله وأهل بيته تطهيرا وأذهب عنهم الرجس , وهو كل ما يشينهم , فإن الرجس هو القذر عند العرب , هكذا حكى الفراء قال تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . فلا يضاف إليهم إلا مطهر ولا بد فإن المضاف إليهم هو الذي يشبههم , فما يضيفون لأنفسهم إلا من له حكم الطهارة والتقديس , فهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسلمان الفارسي , بالطهارة والحفظ الإلهي والعصمة , حيث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سلمان منا أهل البيت " . وشهد الله لهم بالتطهير وذهاب الرجس عنهم . وإذا كان لا يضاف إليهم إلا مطهر مقدس , وحصلت له العناية الربانية الإلهية بمجرد الإضافة , فما ظنك بأهل البيت في نفوسهم , فهم المطهرون , بل هم عين الطهارة , فهذه الآية تدل على أن الله قد شرك أهل البيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى : ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) . وأي وسخ وقذر أقذر من الذنوب وأوسخ , فطهر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بالمغفرة مما هو ذنب بالنسبة إلينا , لو وقع منه صلى الله عليه وآله وسلم لكان ذنبا فى الصورة لا فى المعنى , لأن الذنب لا يلحق به على ذلك من الله تعالى ولا منا شرعا , فلو كان حكمه حكم الذنب لصحبه ما يصحب الذنب من المذمة ولم يكن يصدق قوله : ( لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . فدخل الشرفاء أولاد فاطمة كلهم ومن هومن أهل البيت , مثل سلمان الفارسي , إلى يوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران , فهم المطهرون اختصاصا من الله وعناية بهم , لشرف سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعناية الله تعالى به , ولا يظهر حكم هذا الشرف لأهل البيت إلا فى الدار الآخرة , فأنهم يحشرون مغفورا لهم , وأما فى الدنيا فمن أتى منهم حدا , أقيم عليه كالتائب إذا بلغ الحاكم أمره , وقد زنى أوسرق أو شرب أقيم عليه الحد مع تحقق المغفرة ( كماعز ) وأمثاله ولا يجوز ذمه . وينبغي لكل مسلم مؤمن بالله وبما أنزله أن يصدق الله تعالى في قوله : ( لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .فيعتقد في جميع ما يصدر من أهل البيت أن الله تعالى قد عفا عنهم فيه , فلا ينبغى لمسلم أن يلحق المذمة بهم , ولا ما يشنأ أعراض ما من قد شهد الله تعالى بتطهيرهم وذهاب الرجس عنهم , لا بعمل عملوه ولا بخير قدموه , بل بسابق عناية من الله تعالى بهم : (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) . وإذا صح الخبر الوارد في سلمان الفارسي , فله هذه الدرجة فإنه لو كان سلمان على أمر يشنؤه ظاهر الشرع وتلحق المذمة بعمله , لكان مضافا إلي أهل البيت من لم يذهب عنه الرجس , فيكون لأهل البيت من ذلك بقدر ما أضيف إليهم وهم المطهرون بالنص , انتهى كلام الشيخ الأكبر , فقد صرح كما ترى وهو إمام الصوفية , وكفى به حجة بدخول الشرفاء أولاد فاطمة كلهم رضى الله تعالى عنهم , ومواليهم كسلمان الفارسى رضى الله تعالى عنه إلى يوم القيامة فى حكم هذه الآية من الغفران , فهم المطهرون اختصاصا من الله تعالى وعناية بهم لشرف سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعناية الله تعالى به . ولا تلتفت بعد ما سردته عليك من كلام الأئمة الأعلام إلى ظاهر ما قاله الترمذى الحكيم رضى الله تعالى عنه فى نوادر الأصول وتمسك به بعض الجهلة المخذولين , من عدم شمول الآية لأهل العباء , وهذه عبارته بعد كلام شنع فيه على الطائفة الزائغة المفتونة , وأحسبه عنى بها الغلاة من الشيعة قال وتأولوا قوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . أنما هم علىِّ وفاطمة والحسن والحسين , وهى لهم خاصة وكيف يجوز هذا ومبتدأ هذا الخطاب قوله عز وجل : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ ) إلى قوله ( أجْراً عَظيماً ) ثم قال (يا نساءَ النبىِّ ) إلى قوله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ثم قال : (واذكرن ) وهذا كلام منسوق أثره على أثر بعض , فكيف صارت هذه المخاطبات كلها لنساء النبى عليه الصلاة والسلام قبلا وبعدا , وينصرف فى الوسط لغيرهن وهو على نسق ونظام واحد , لأنه قال : ( لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ثم قال على أثره (بيوتكن ) . فكيف صار الكاف الثانى خطابا للنساء والأول لعلى وفاطمة رضى الله تعالى عنهما , وأين ذكرهما فى هذه الآيات ؟ فإن قال إن كان الخطاب لنساءه فكيف قال ( لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ ) ولم يقل عنكن ؟ قلنا إنما ذكره لأنه ينصرف إلى الأهل والأهل مذكر فسماهن باسم التذكير وإن كن إناثا . وقد يروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما نزلت هذه الآية دخل عليه علىِّ وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله تعالى عليهم , فعمد النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى الكساء فلفها عليهم ثم ألوى بيده إلى السماء فقال : (هؤلاء أهلى أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) . فهذه دعوة منه لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم فى الآية التى خوطب بها الأزواج , رضوان الله تعالى عليهم أجمعين انتهى . أقول : إن كلامه رضى الله تعالى عنه غير مسلم , ليس من حيث قصره أهل البيت فى الآية على الزوجات الطاهرات ،فإن له فى ذلك شركاء من الأئمة وإن قلوا كما علمت , ولكن من حيث تشنيعه على القائلين باختصاص فاطمة وزوجها وابنيها بهذه الآية بعباراته الشديدة , فإن كان مراده بهم هم غلاة الشيعة وهو الظاهر من الأوصاف الذميمة التى وصفهم بها ويقتضيه حسن الظن به فلا بأس , غير أن نسبة هذا القول إليهم غير صواب ،فقد تقدم أنه قال به أبو سعيد الخدرى من الصحابة وجماعة من التابعين , منهم قتادة ومجاهد الذى قال فيه الإمام الشافعى رضى الله تعالى عنه : إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به , وإذا تأملت فى عبارته رحمه الله ظهر لك منها أنه حنق أيضا على القائلين بشمول الآية لأهل العباء والزوجات الطاهرات معا , وقد علمت مما تقدم أن هذا مذهب جمهور المفسرين من أهل السنة والجماعة , وقد ظهر لذهنى الفاتر تعليل وجيه لشمول الآية للفريقين , وهو أنى نظرت إلى سابق هذه الآية ولاحقها من قوله تعالى : ( قُلْ لأزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) إلى قوله ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ ) . فوجدت ضمير جميع النسوة مذكورا فى اثنين وعشرين موضعا عشرين قبلها واثنين بعدها , ولم يأتى ضمير جمع الذكور إلا فى عنكم ويطهركم , فلو كان المراد أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم خاصة لكان إتباع هذين الضميرين للاثنين وعشرين ضمير أولى وأحرى ليكون الكلام على نسق واحد فلم تحصل المخالفة فيهما إلا لمخالفة المراد منهما للمراد مما قبلهما وبعدهما ويكون ذلك بشمولهما مع الزوجات الطاهرات ما أفصح الحديث بدخولهم وهم أهل العباء . وأما تذكير لفظ الأهل فغاية ما يقتضيه جواز تذكير الضمير باعتباره كما يجوز تأنيثه أيضا باعتبار المعنى , ويرجح جانب المعنى هنا إحاطة ضمائر النسوة بهذين الضميرين من كلتا جهتيهما , فإذن لم يعدل عن التأنيث للتذكير فيهما إلا لأمر آخر وهو دخول أهل العباء فى الخطاب , وفى الأهل بالمعنى الذى نص عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصا لا يقبل التأويل فى قوله : ( اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) . وقد قال الحكيم فى آخر عبارته السابقة بعد سرده الحديث الناصّ على دخولهم فهذه دعوة منه صلى الله عليه وآله وسلم لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم فى الآية التى خوطب بها الأزواج انتهى . وكيف يحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخول قوم فى آية من كتاب الله لم يدخلهم الله فيها ؟ والذى يدل دلالة واضحة على أن المراد من الآية أهل العباء مع الزوجات إن لم نقل وحدهم الرواية التى أخرجها عن أم سلمة : ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانى وابن مردويه , وتقدمت عن الدر المنثور للحافظ السيوطى , وهى : " أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان فى بيتها على مقامة له , عليه كِسَاءٌ خَيْبَرِيٌّ فَجاءت فَاطِمَةُ ببرمة فيها خَرِيزَة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ادْعِى زَوْجُكِ وَابْنَْكِ حسناً فبينما هم يأكلون اذ نزلت على النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فَدَعَْتُهُمْ وحسيناً فأخذ النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بفضلة فغشاهم إياها ثم أخرج يده من الكساء وألوى بها إلى السماء ثُمَّ قَالَ : اللهم هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَحَامَتِي " . وفى رواية : " وخاصتى فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا , قالها ثلاث مرات , قالت أم سلمة فأدخلت رأسى فى الستر فقلت يا رسول الله أنا معكم , فقال إنك إلى خير مرتين " . فأنت ترى هذه الرواية صريحة فى تخصيص الآية فى أهل العباء , نعم ذكر الإمام البغوى فى معالم التنزيل فى الرواية عن أم سلمة: "فقلت ألست منهم يا رسول الله ؟ قال بلى " وذكر المقريزى رواية عنها : "فقلت وأنا منهم ؟ فقال نعم " . فهاتان الروايتان مع سابق الآية ولاحقها يدلان على دخول الزوجات الطاهرات فى المراد منها . وحينئذ تكون شاملة للفريقين كما هو مذهب جمهور المفسرين , فقد تلخص فى أن المراد من أهل البيت فى الآية خمسة أقوال : أولها : قول الجمهور إنها شاملة للفريقين وهو الذى عليه الاعتماد . الثانى : قول أبى سعيد الخدرى منالصحابة وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة أن أهل البيت فيها هم أهل العباء خاصة . الثالث : قول ابن عباس من الصحابة وعكرمة من التابعين أن المراد الزوجات الطاهرات . الرابع : ما نقله ابن حجر فى الصواعق عن الثعلبى من أنهم بنو هاشم , على أن البيت المراد به بيت النسب , فيكون العباس وأعمامه وبنوأعمامه منهم , قال فى الخازن هو قول زيد بن أرقم . الخامس : ما نقله الخطيب الشربينى عن البقاعى قال وهو الأولى من أنهم كل من يكون من ألزام النبى صلى الله عليه وآله وسلم من الرجال والنساء والأزواج والإماء والأقارب , وكل ما كان الإنسان منهم أقرب وبالنبى صلى الله عليه وآله وسلم أخص وألزم كان بالإرادة أحق وأجدر اهـ . وحيث قد استوفينا الكلام وأشعبنا النقول على الآية بما لا مزيد عليه فلنشرع فى الكلام عن الحديثين . | |
| | | | الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله عليه وسلم للقاضي يوسف النبهاني رضي الله عنه | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|