شرح حديث شريف ...لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ...سؤال الأخت نوارا ....

شرح حديث شريف ...لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ...سؤال الأخت نوارا ....

اقتباس :: اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك أختنا نوارا ...
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" الحديث الشريف أخرجه الإمام النووي في الأربعين النووية وأخرجه ابن رجب في جامع العلوم والأحكام عن سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، وأخرجه ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" وقال رجاله ثقات وأخرجه أيضا العسقلاني في"تخريج مشكاة المصابيح" وغيرهم كثير من علماء الحديث وأصحاب السنن ،هذا الحديث الشريف هو من أهم الأحاديث والمبادئ التي حرص الإسلام على ترسيخها في النفوس المؤمنة ، وهو الانقياد لأحكام شرع الله عز وجل ، بحيث تصبح أقوال الإنسان وأفعاله صادرة عن شريعته ، مرتبطة بالحبيب وبما جاء به صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فلماذا قال :"تبعاً لما جئت به" ، حتى لا ينفصل عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، أو يقول كما يقول البعض من الجهلاء والذين طمس الله سبحانه على قلوبهم ، يقولون أنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، أدى الأمانة التي أوكلها الله له ، وبلغ الرسالة ، ثم (والعياذ بالله وأستغفر الله العظيم) انتهت مهمته بهذا الأداء والتبليغ ، ولهذا قال " تبعاً لما جئت به" وليس تبعاً لما جاء به الشرع ـ رغم أن شرعه شريعة ـ وطاعته طاعة لله ، ولكن "تبعاً" حتى يرتبط برباط نبوته وحبه ووصله الدائم ، ومن ثم لا تنفك عُراه أبداً.
وحينئذٍ تتكامل جوانب الإيمان في وجدانه .
أما لفظ "هواه" هنا فكما روى سيدنا جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي به صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه قال : "إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل فأما الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة" فالهوى هو من حظوظ النفس ، والنفس أمارة بالسوء كما قال تعالى في محكم التنزيل في سورة يوسف على لسان امرأة العزيز : "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ" أي أن النفس بطبيعتها هي أمارة بالسوء دائماً ، إلا ما رحم ربي ، ورحمة الله للنفس هنا هي الرحمة المهداه والنعمة المسداه سيد الكونين والثقلين حبيب رب العالمين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فإن ارتبطت به وارتبط به هواك نلت ـ بفضل الله ـ ونالت نفسك منه الرحمة ، في "إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ" . وكما قيل إن الهوى هو أسوأ معبود عُبد في الأرض ، وعليه فمن يرتبط بحب النبي"إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي" ويكون هواه"تبعاً"أي يُلحق كل فعلٍ وكل إشارةٍ له صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يصبح تابعاً لا متبوعاً مرتبطا بالحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
فإنَّ المؤمن إذا رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم نبيا ورسولاً ، حمله ذلك على أن يحكّم شرع الله في حياته ، فيحل حلاله ، ويحرم حرامه ، ويحب ما دعا إليه ، ويبغض ما نهى عنه ، ولا يجد في ذلك ضيقا أو تبرما ، بل إننا نسلم التسليم التام لحكم الله ورسوله ، كما دلّ عليه قوله تعالى: { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
وهذا يقتضي من العبد أن يحب الله ورسوله فوق كل شيء ، ويقدّم أمرهما على كل أمر ، كما قال تعالى (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصواحتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
ولسنا نريد بهذه المحبة مجرد كلمات تقال ، أو شعارات ترفع ، لا تثمر عملا ولا انقيادا ، فإن لكل محبة دليلا ، ودليل صدق المحبة موافقة المحبوب في مراده ، وعدم إتيان ما يكرهه أو يبغضه ، وإلا فهي دعاوى لا حقيقة لها ، وقد قال العلماء : " كل من ادّعى محبة الله ، ولم يوافق الله في أمره ، فدعواه باطلة " .
والله أعلى وأعلم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : النساء 56

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : التوبة 24

» شرح آية " عتل بعد ذلك زنيم" ... سؤال من الأخت نوارا حسين
» رداً على سؤال الأخت نوارا حسين : " ما نعني ؟؟؟ وانشلني من أوحال التوحيد ؟
» رداً على سؤال الأخت الكريمة نوارا حسين ... لولا الواسطة لذهب الموسوط ...
» حديث شريف :
» حديث شريف