تفسير : الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ

تفسير : الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ

اقتباس :: اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره و مقداره العظيم

تفسير الأية : "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"[1]
" فقال الله تعالى قاضيا بينهما : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) لم يخلطوا إيمانهم بشرك ، ( أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ( . أخبرناعبدالواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إسحاق ثنا عيسى بن يونس أنا الأعمش أنا إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال : لما نزلت : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على المسلمين فقالوا : يا رسول الله فأينا لايظلم نفسه؟ فقال : ليس ذلك ، إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا إلى ما قال لقمان لابنه وهو يعظه : " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " ؟ ( لقمان 13(قوله عز وجل : ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ) حتى خصمهم وغلبهم بالحجة ، قال مجاهد : هي قوله : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن ) وقيل : أراد به الحجاج الذي حاج نمرود على ما سبق في سورة البقرة." [2]
و"قوله تعالى : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم الآية ، المراد بالظلم هنا الشرك ، كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في " صحيح البخاري " من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وقد بينه قوله تعالى : إن الشرك لظلم عظيم ، وقوله : والكافرون هم الظالمون ، وقوله : ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ."[3]
هذه الآية الكريمة تتحدث عن الأمن ولكن يأتي الأمن بشروطه وهو ألا يُلبس إيمانهم يظلم وأول هذا الظلم وأعظمه هو الشرك بالله وأدماه ، أن تظلم نفسك في قول لفظ " أفٍ" لأبويك وما بينهما ... هو الذي يؤدي إلى عدم الأمان والأمن وقول الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا "[4] فالأمن هو المعول الأساسي لاستقرار الإنسان
وإخراج ملكاته وإبداعاته . فبدون هذا الأمن لا يعرف كيف يؤدي عمله ولا يعرف كيف يستوعب ما حوله من أحداث ... ويقصر في تربية أبناءه ولا يبدع أو ينافس الآخرين في هذا الزمن المتقارب أزمانه ... وكأننا في قرية واحدة .
فنعمة الأمن عظيمة لا يشعر بها إلا من يفقدها .... وفقنا الله وإياكم إلى خير العمل لهذا البلد .. مصرنا الغالية

الهوامش :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

[1]: الأنعام 82
[2]: تفسير البغوي
[3] : أضواءالبيان في إيضاح القرآن بالقرآنمحمد الأمين بن محمد بن المختار الجنكي الشنقيطي
[4] : سنن الترمذي ... الراوي:عبدالله بن محضن الخطمي الصفحة أو الرقم: 2346

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» تفسير الآيات من 76إلى 79 من سورة الأنعام
» تفسير آية 71 من سورة التوبة
» مَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
» تفسير آية من سورة المجادلة
» تفسير " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ "