الدروس المستفادة من رحلتي .... وردا على تعقيب دكتور أمجد

الدروس المستفادة من رحلتي .... وردا على تعقيب دكتور أمجد

أمجدالشاذلى;10051 كتب:: اللهم صلِّ على سيدنا محمد النور الذاتى والسر السارى
فى سائر الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم
أخى وأستاذى الفاضل الحاج صلاح عباس
استوقفتنى هذه العباره ولعلى لم أدرِ مابها
أو أفهم معناها ومغزاها ، وأرجو المعذرة :
ولا ندري ماذا حدث بالنسبة للأطراف الأخرى ...
خاصة أهالي نجع أولاد الشيخ بالرزيقات والإخوان بالخارجة
والذين كان من الواجب أن يتحركوا ويبدأوا السعي
والتحقق من وصولنا إلى أسوان أو الرزيقات
ولكن على خلاف ما كان متوقعاً ،
أخى وأستاذى الفاضل الحاج صلاح النجار
ما أعرفه أن الإخوان بالخارجة لما علموا بعدم وصولكم
إلى أسوان أو الرزيقات قاموا بالتحرك على الفور
من مدينة الخارجة بسيارة من المحافظة
واصطحبوا معهم رجلاً من قصاصى الأثر المعروفين
ويدعى مسعود أبو ريشه وكان رجلاً معروفاً رحمه الله
والإخوان الذين كانوا بصحبته هم
أخونا المغفور له جمال عطيتو ، رحمه الله
أخونا عبد العظيم أحمد عبده وشهرته (عبود)
أخونا عماد الدين أحمد عبده عفيفى
الحاج مسعود أبوريشه ( قصاص الأثر )
الحاج صابر .. ولايحضرنى بقية الإسم
سائق السيارة ..ولا يحضرنى إسمه
وجابوا الصحراء ولم يجدوا إلاآثار العجلات
واستمروا فى بحثهم فوجدوا آثار على الرمال
ووجدوا بعض النوى من البلح وبعض قشر الليمون
واستمروا فى البحث حتى جن عليهم الليل
ويحكى لى الأخ عبود أنهم فى ظلمة الليل
رأوا أنواراً على بعد عشرة كيلومترات حسب تقديرهم
ترسل أشعتها إلى السماء ، ظنوا أنها لمعدات
أو جرارات تعمل بالطريق الذى يقرب من بلدة
الرزيقات ، ومكثوا بالجبل إلى بزوغ الفجر ووضح النهار
ثم داوموا البحث ورأوا آثار العربات والجرارات
واستهلوا طريقهم إلى بلدة أولاد الشيخ بالرزيقات
ويحكى أخى عبود أن موعد دخولهم بلدة أولاد الشيخ
كما خبروا كان بعد ساعتين من وصولكم إليها
وأن الذى كان فى استقبالهم السيد المربى الفاضل
رضوان الله عليه ويذكر أخى عبود أن السيد الفاضل
عندما استقبلنا وكأننا ننظر إلى شابٍ فى ريعان الشباب
شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره
بل لم يقل كأن ، بل قال إن عمر الشيخ 25سنه
وكان من حضر مع السيد من رحلته فى فترة راحة
واستقبلهم صاحب الوجه الصبوح رضوان الله عليه
أطال الله لنا فى عمره وحفظه الله وبارك لنا فيه
وعندما سألوه أو أرادوا أن يستفسروا ويسألوه
قال لهم رضوان الله عليه ، لم يكن لأحد أن يجدنى
إلا أهلى أو قال ناسى ، ولى فى هذا سؤال أرجو
من حضرتكم أن تجيبوا عليه كما أن هناك أسئلة
كثيرة نرجو منكم أن تفيضوا علينا مما غنمتم
من فيوضات أهل الفضل والكرم والجود والعطاء الممدود
ثم جلسوا إليكم وصافحوكم وعانقوكم واستزادوا من أنواركم
ولكم أن تراجعوا أخى عبود فيما ذكرت وما نسيت
وأرجو منكم أن تلتمسوا العذر للفقير ، وإنما أردت
أن أوضح أن الكل قد تحرك قلباً وقالبا وإنما
كلٌ تحرك على قدر استطاعته ولكلٍ حدٌ محدد
ليس فى الإمكان أن يتخطاه أو يتجاوزه ويتعداه
وكذلك سيدى الحبيب مالم يكن فى الإمكان
ينتظر منكم التوضيح والتبيان إن كان بالإمكان .

...............

اتصل الشيخ عمر أبو سليم شقيق الشيخ أحمد الأكبر بالقاهرةوالآسكندرية ومعظم المدن المحتمل تواجدنا فيها فأبلغوه من القاهرة أن الشيخ أحمد والإخوان سافروا بالسيارة إلى أسوان من يومين ...
وفي هذا قصة أخرى .
هذا آخر ما سردته في آخر حلقة .... وأستكمل ما كتبته ... ومنها الرد على تساؤلات دكتور أمجد عبد المقصود ...
... ويُحتمل أن يكونوا قد تخلفوا ونزلوا عند الإخوان بنجع حمادي أو ذهبوا للوادي الجديد ، فأعاد الاتصال ـ الشيخ عمر أبوسليم ـ بالوادي الجديد ،فأبلغوه أنهم غادروا مدينة الخارجة الساعة الخامسة من صباح يوم الأحد الموافق 2أغسطس 1192م عن طريق الوادي ـ الأقصر وهو الطريق الجديد ، فاتصل السيد / عمر أبوسليم بنجع حمادي لاحتمال نزولنا عندهم ، فأفادوا بعدم المرور عليهم ، وبدأت الوساوس تغمر الشيخ عمر واتصل بالشيخ محمود أمين بالرزيقات وقال له : " أن الشيخ أحمد ومعه مجموعة من الإخوان قد سلكوا طريق الخارجة ـ الأقصر الجديد ونحن نعلم أن هذا الطريق تحت الإنشاء ولم ينته بعد وأن شركة الرصف تقوم حاليا بالرصف من ناحية البلد ( الرزيقات)" .
أخذ الشيخ محمود الموضوع ببساطة وقال في نفسه ربما يكون الشيخ والإخوان قد سلكوا طريق وادي النيل من أسيوط ونزلوا بنجع حمادي حتى جن عليهم الليل ، وأثناء ذلك قد تسرب الخبر إلى جميع اللإخوان في أسوان ونجع حمادي والخارجة والقاهرة والاسكندرية ولم يفد أي منهم في أي بلد عن تواجد الشيخ والإخوان وذلك عن طريق الاتصالات التليفونية ، وهنا أسقط في يد الجميع وأدركوا تماماً أن الإخوان ومعهم الشيخ قد حدث لهم شيء في الطريق ، بعد أن تأكدوا من الوادي أنهم سلكوا الطريق الجديد . ذهب الإخوان جميعهم إلى مركز بوليس مدينة أرمنت للإبلاغ عن هذا الحادث المروع ؛ وحقيقة ـ كما روى بعض الإخوان ـ قد استقبلهم مأمور مركز أرمنت وتعامل معهم باللين وحسن الاستقبال ومراعاة ما هم فيه من الكرب وخاصة هذا الكم الهائل من الإخوان من شتى بلدان الجمهورية ، وكذلك أهالي نجع أولاد الشيخ وكل نجوع وقرى الرزيقات ، وامتص حماسهم وهنا أسجل لهذ الرجل ما قام به من مجهود وتم الاتصال بمحافظ أسيوط وقنا وأسوان والوادي الجديد لمحاولة قيام طائرة حربية لإنقاذنا .
وأثناء ذلك يستريح الجميع بعد أن يتم اتصال تليفوني يدل على أن هناك شركة بترول قد عثرت علينا بالصحراء وأننا نستريح الآن باستراحة الشركة وحتى هذه اللحظة لم يعرف مصدر هذا الاتصال (وطبعاً لم يحدث ذلك كما رويت سابقا ) .
في اليوم التالي الاثنين خرجت الجرارات من أولاد الشيخ وأهلها جميعا للبحث عنا بالصحراء ولم يبق بالمنازل إلا الأطفال والنساء وقد جلسوا في الطرقات وعلى مداخل البلد . تم الاستعداد التوغل في الصحراء حتى يتم العثور علينا ، وهم يعلمون أن هناك حوالى خمسة كيلومترات كلها بحر من الرمال ، وللسير في مثل هذه الرمال يحتاج إلى سيارة مزودة بناقلة غرز ( فتيس غرز) ، وكانت قافلة الإنقاذ مكونة من حوالي خمسة جرارات زراعية منهم جرار بمقطورة مزودة بمكعب مياه عزبة وبعض الأطعمة والأدوية اللازمة ... ثم انتظرت باقي الجرارات والمقطورة عند أول طريق بحر الرمال المتحركة ؛ وصلت الجرارات إلى السيارة الواقفة والمغروزة في الرمال وبها الورقة المكتوب عليها أسمائنا وأننا ضللنا الطريق وبها كل حقائبنا ، فرجع جرار لبلغ أهالي البلدة والوقفون عند أول الطريق والذي يبعد عن البلدة بحوالي 2 كيلو ، فأخذ الناس يبكون وبدأت النساء في العويل والصراخ ، بدأ الجرار الأول وكان به حوالي خمسة أفراد يتتبعون آثار أقدامنا ، وكل خمسة كيلومتر يقومون بعمل مسح كامل في مساحة ال5ك حتى أدركهم الجرار الآخر وكانت الساعة الواحدة ظهرا عندما عثروهم على سيلرتنا .
وكما رويت لنا حكايتهم نظر أحد من كانوا بالجرار إلى خيمة بها بعض البدو ـ كما ظهر أو تخيل لهم ـ وربما يكونون قد مرو بهم وللعلم هذه الخيمة التي رأوها لم تكن سوى شاش الشيخ والذي حاولنا به وقاية رؤوسنا من لهيب الشمس المحرقة . أسرعت الجرارات في طريقها إلينا ، وكلما اقتربوا يتكشف لهم الأمر حتى أيقنوا أن ما يبحثون عنهم ملقون على الأرض ينتظرون إرادة الله سبحانه وتعالى ، وسمعنا أصواتهم وهم ينادون علينا حتى أدركنا أننا ما زلنا على قيد الحياة .

وقد تم إنقاذنا عن طريق أهل أولاد الشيخ ـ وليس عن طريق إخوان الوادي الجدي ، وفي هذا معنى ومدلول ـ فلو ـ لا قدر الله ـ تم إنقاذ الشيخ والإخوان بواسطة أهالي وإخوان الخارجة لاختلف الأمر ، فكيف يكون هناك شيخ لهم قدوة وكيف ينظرون إلى الشيخ بعد ذلك وهم أنقذوه من الصحراء ، ولكن فضل الله تعالى وبركة آل البيت وبركة سكان نجع أولاد الشيخ هم الذين أنقذونا فهو يدل على معاني كثيرة وعظيمة .

يتبع بإذن الله تعالى........

» الدروس المستفادة من رحلة الصحراء ؟ (2)
» سعيدُ من يراكَ ولو مناما .. د/أمجد والأحباب
» خواطر وتأملات وتعبد بمحراب الجمال للدكتور أمجد الشاذلي
» ( لَمَّا محبوبى ورد قلتُ ياروحى مدد) خواطر وتأملات فى محراب النور والجَمال للفقير/ أمجد عبد المقصود الشاذلى
» قمرٌ سيدنا النبى قمرٌ .. أمجد والأحباب